طبقاً لدراسة تم تمويلها بأموالٍ فيدرالية،
فإن أدوات منع الحمل التي يتم تركيبها داخل الرحم آمنة أكثر مما
كان يعتقد سابقاً. ومن الممكن أن يساهم هذا في تشجيع الأمريكيات
على استخدام أداة منع الحمل هذه والشائعة خارج أمريكا. قالت
الدراسة أن أى سيدة لم تنجب من قبل غير مهددة بانسداد قناة فالوب
عند استخدام اللولب.
وجاء في تقرير الفريق الذي قاده ديفيد هوباكر، من المعهد الدولي
لصحة العائلة في Research Triangle Park في نورث كارولينا – مجموعة
بحثية لا تستهدف الربح – أن اللوالب النحاسية الحديثة من الممكن أن
تكون أكثر أدوات منع الحمل أماناً، بل والأرخص. ولم تبرئ الدراسة
لولب Dalkon Shield وهو الذي تسبب في الرعب من اللوالب في
السبعينات. بخلاف اللوالب الأخرى، فإن Dalkon Shield تتدلى منه
شعيرات تسمح للسيدة بمعرفة ما إذا كان اللولب في الوضع الصحيح أم
لا. ويعتقد الأطباء أن هذه الشعيرات تسمح للبكتريا بالوصول إلى رحم
المرأة بسهولة. هذا اللولب تم سحبه من الأسواق منذ وقت طويل.
أما الدراسات السابقة التي أجريت لقياس درجة أمان الأدوات التي يتم
تركيبها داخل الرحم فكانت نتائجها متضاربة. فكثير من الدراسات التي
ربطت بين هذه الأدوات والعقم لم يكن فيها مجموعات مقارنة. أو أن
بعضاً منها قارنت بين مستخدماتٍ لموانع الحمل التي يتم تركيبها في
الرحم وبين سيدات يستخدمن طرقاً لمنع الحمل تحميهم من الأمراض التي
تنتقل عبر ممارسة الجنس. ويعد مرض الحراشف البرعمية واحداً من أعظم
أسباب العقم.
الدراسة الأخيرة، التي مولتها معاهد الصحة القومية والهيئة
الأمريكية للتنمية الدولية، أجريت في المكسيك. حيث تستخدم موانع
الحمل الرحمية بكثافة. وتم نشرها في مجلة طب نيو إنجلند.
تقول دكتورة فيليشا ستيوارت، المديرة المساعدة لمركز بحوث وسياسات
الأمراض التناسلية بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، “أن النتائج
موثوق بها وجزء من الإجماع الذي يتكون تدريجياً ومفاده أن اللوالب
لا تسبب العقم. وهي خيار جيد للسيدات اللاتي لا يمارسن الجنس إلا
مع شخصٍ واحد. وبواسطتها يمكن لهن تقليل خطر عدوى الأمراض التي
تنتقل بممارسة الجنس. إلا أنه يجب استخدام العوازل والحيطة في
اختيار الشريك والخضوع لاختبار مرض الحراشف البرعمية.
إلا أن دكتور جرسون فايس، مدير قسم التوليد وصحة المرأة بكلية الطب
وطب الأسنان بنيوجيرسي في نيوآرك، ليس مستعداً بعد لتبرئة ساحة
اللولب. يقول: “ما يشير إليه هذا التقرير أن اللوالب لا تعد مشكلة
كبيرة فيما يخص العقم”.
واللولب النحاسي، على شكل حرف T، عبارة عن قطعة بلاستيكية مغلفة
بسلك نحاسي يفرز النحاس مما يمنع الحمل بإثارة بطانة الرحم وتغيير
السائل في الرحم وقناة فالوب. وتفرز الإصداراتُ الجديدة من اللوالب
هرموناتٍ مانعة للحمل.
واللوالب فعالة بنسبة 99 في المئة وتدوم لمدة عشرة سنوات، وتكلف
حوالي 350 دولاراً بما في ذلك عملية التركيب.
يقول دكتور فيليب دارني، من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، “أن
هذا التقرير يستحق جذب انتباه السيدات الأمريكيات وأطبائهن. ومن
الممكن أن يغير وجهة النظر السائدة بخصوص اللولب النحاسي.
لولب Dalkon Shield
تم بيع حوالي 4 مليون لولب من هذا النوع من عام 1971 وحتى 1974. ثم
إيقاف البيع بسبب الأمراض المعدية والمؤلمة التي كان يسببها تصميم
اللولب والذي يسبب العقم واستئصال الرحم والحمل خارج الرحم وسبب
أيضاً 18 حالة وفاة.
وتم إغراق شركة A.H. Robins & Co. في ريشموند بفيرجينيا بقضايا تم
رفعها على الشركة، بوصفها الشركة المنتجة لـ Dalkon Shield الذي لا
يقوم بتوفير أية حماية، في العام 1985. وتم تأسيس صندوق ائتماني
دفعت فيه الشركة ما يقرب من 3 مليار دولار لحوالي 200.000 سيدة.
ولم يتم بيع أي لولب في الولايات المتحدة بين عامي 1983 و1988
وقامت العديد من السيدات بإزالته. إلا أنه لا يزال شائعاً خارج
الولايات المتحدة وتستخدمه أكثر من مئة مليون سيدة. وتعد آسيا
صاحبة النصيب الأكبر، إلا أن أوروبا تفضله أكثر. ويعد اللولب أكثر
موانع الحمل التي يمكن عكس آثارها شيوعاً وتستخدمها 106 مليون
سيدة.
تفاصيل الدراسة
قامت مجموعة هوباكر بدراسة 1895 حالة في ثلاثة مستشفيات عامة
بمكسيكو سيتي بين عامي 1997 و1999. كان حوالي الثلثين يعالجون من
العقم والباقي كن حاملات للمرة الأولى. البعض كن يستخدمن اللولب
والبعض لا. وتم فحص السيدات التي كن يعانين من العقم بأشعة إكس
لتحديد ما إذا كان قناة فالوب مسدودة. وبدراسة عوامل كاستعمال
أسلوب منع حمل في السابق أو أية عدوى في الأعضاء الجنسية سابقة،
خلص الباحثون إلى نتيجة مفادها أن اللولب لم يكن مرتبطاً بانسداد
قناة فالوب. إلا أنهم وجدوا علاقة بين انسداد قناة فالوب وإصابة
سابقة بحراشف برعمية.
يقول دارني: “أن الحراشف البرعمية مرض لم يتم وصفه كسبب أساسي لعقم
قناة فالوب بينما وجدت دراسات سابقة أن هناك علاقة بين اللولب
والتهابات الحوض التي تسبب العقم عند السيدات اللاتي أقمن علاقة
جنسية مع أكثر من رجل.
أما الدكتور فايس والأطباء الأصغر سناً فيرون أن نتائج هذا الدراسة
توصي المرضى باستخدام اللولب. يقول طبيب، كان يجري عملية تركيب
اللولب في السبعينات وواجه مشاكل لا يزال يتذكرها، “لا أريد أن أرى
سيدة تخضع لمثل تلك العملية”.