أظهر بحث طبي أن العلاقة بين عمر الرجل وخصوبته علاقة عكسية، إذ
كلما زاد العمر نقصت إمكانية التخصيب، وقلت احتمالات الحمل عند
الشريكة أو الزوجة بصرف النظر عن عمرها. وتقول الدراسة، التي نشرت
في مجلة التناسل البشري الطبية، إن إمكانية الإخصاب خلال ستة أشهر
من المحاولات تتضاءل بنسبة اثنين في المئة كل عام من عمر الرجل عند
الرجال الذين تزيد أعمارهم على 24 عاما. كما تتناقص نسبة الإخصاب
بمعدل ثلاثة في المئة خلال اثني عشر شهرا من المحاولات في كل عام
من عمر الرجل، حسب الدراسة.
وتشير إلى أن فرص الإخصاب عند النساء المرتبطات بشركاء من الرجال
الذين تزيد أعمارهم عليهن بخمسة أعوام تقل مقارنة باللواتي يرتبطن
بشركاء أو أزواج من نفس العمر. وتعتبر الدراسة، التي أعدها علماء
من جامعتي بريستول وبرونل، الأولى من نوعها التي تؤكد أن عمر الرجل
يعد عاملا مهما من العوامل المؤثرة مباشرة في قضية الإخصاب
والتناسل. وتم التوصل إلى نتائج هذه الدراسة من خلال معطيات
ومعلومات جمعت من دراسة أخرى أوسع وأشمل حول الحمل والطفولة.
وتقول الباحثة كيت نورث إنه من الصعب تقييم وحصر آثار عمر الرجل
على قضية الإنجاب لأنه موضوع مرتبط ومتداخل مع عوامل أخرى كثيرة
ومعقدة. إلا أنها ذكرت أنه مع تعديل تلك العوامل المختلفة
والمتباينة وتوظيفها لأغراض الدراسة، يتبين أن فرص الإنجاب عند
النساء اللواتي يعشن مع أو متزوجات من رجال أكبر منهن سنا أقل من
نظيراتهن اللواتي يعشن مع رجال في نفس العمر.
ويقول الدكتور كريس فورد الأخصائي في التوليد وطب النساء في مستشفى
سانت مايكل بمدينة بريستول إن الدراسة تؤكد وجود ساعة بيولوجية عند
الرجل تشير عقاربها إلى تناقص الخصوبة في عقد الثلاثينيات فما فوق،
وعلى الأطباء وضع هذا في الاعتبار عندما يعالجون حالات عدم الإخصاب
عند الأزواج.
