أختنا العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته..
يعد مرض تكيس المبايض من أكثر حالات
اختلال الهرمونات شيوعاً في السيدات. وهناك عدة عوامل تؤدي
إليه منها:
- إما وراثية.
- أو هرمونية.
- أو خاصة بعملية الأيض.
- أو خاصة بمقاومة الأنسولين وزيادته بالدم.
ويعتمد تشخيص مرض تكيس المبايض على بعض الأعراض، وهي
اضطراب الدورة أو غيابها أو أعراض زيادة هرمون الذكورة
كزيادة الشعر أو العقم أو زيادة الوزن أو ارتفاع نتائج
التحاليل مثل زيادة هرمون الذكورة واختلال هرمونات الغدة
النخامية وزيادة هرمون الأنسولين والإستروجين، كذلك بالأشعة
التليفزيونية حيث يزداد حجم المبيض مع وجود عدد كبير من
الحويصلات الصغيرة على السطح مع زيادة سمك الطبقة الخارجية
للمبيض والتي كان يعتقد أنها تمنع التبييض، ولكن ثبت الآن
أنها ناتجة عن عدم التبييض المزمن.
وفي هذه الحالة عزيزتي يجب إنقاص الوزن قبل بدأ العلاج
بالأدوية؛ حيث يتضح من بياناتك أنك تعانين من السمنة وإنقاص
الوزن بمفرده يؤدي إلى تنشيط المبيض، بالإضافة إلى تحسين
نتائج تنشيط المبيض بالطرق المختلفة، والعلاج يكون إما عن
طريق العقارات أو عن طريق استخدام الهرمونات أو التدخل
الجراحي.
ويعد عقار الكلومفين سترات هو الاختيار الأول في حالات
مرض تكيس المبيض؛ نتيجة لنسبة نجاحه المرتفعة كعقار محفز
للتبييض، ورخص سعره، وندرة حدوث مضاعفاته، إلا أن هناك 15%
إلي 30% من الحالات لا تستجيب للعلاج بالكلوميفين سترات،
ويلاحظ ذلك بصورة أكثر في السيدات اللاتي تعانين من زيادة
الوزن وزيادة الأنسولين.
ولذلك فهناك طرق جديدة لتحسين النتائج مثل امتداد
الفترة الشهرية للعلاج بالكلوميفين سترات، أو استخدام
الكورتيزون، أو استخدام البرموكريتين، أو استخدام
الميتفورمين مع الكلوميفين سترات، وهذا يؤدي إلي حث التبييض
في 86% من هؤلاء السيدات.
والأمر في النهاية يحتاج إلى المتابعة مع الطبيب،
وكذلك المتابعة بالأشعة التليفزيونية لحجم تطور الحويصلات،
ثم يأتي العلاج بحقن تنشيط المبيض.
وأود أن أشير أيضًا إلى أن هناك طرق جراحية لحث
التبييض، وذلك بإزالة جزء هرمي من المبيض إما جراحياً أو
باستعمال المناظير (الكي الكهربائي أو الليزر)، وهي تؤدي إلى
نسبة نجاح في حث التبييض، ولكن هناك خطر من حدوث التصاقات
بالحوض أو حدوث ضمور بالمبيض.
والذي تبيناه من رسالتك عزيزتي أنك قمت بهذه الأمور
كلها – باستثناء الجراحة طبعاً- ماعدا إنقاص الوزن. وأغلب
الظن أن التبييض كان يحدث ولكن لم يرد الله للحمل أن يحدث
بعد، وبالتالي نحن ننصحك بمعاودة أخذ العلاج مرة أخرى،
والصبر فإن الصبر مفتاح الفرج؛ فاصبري عزيزتي وادعي الله
تعالى كثيرا؛ فالله كريم، والكريم هو الذي يعطي دون أن يسأل
فما بالك لو سئل؟
فرج الله تعالى ما تعانينه، ورزقك الذرية الصالحة التي
تقر بها عينك وتسعد بها حياتك.
وأرجو ألا تبخلي علينا ببشرى الحمل قريبًا إن شاء
الله.
و يضيف الدكتور يوسف الدميسي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا عزيزتي لا
تقنطي من رحمة الله ولا تستعجلي الأمور؛ فأنت ما زلت في
بدايات حياتك وأمامك فرص كثيرة، وفشل المحاولات السابقة ليست
نهاية المطاف.
ويلاحظ من شكواك أن ما تعانين منه هو ما يطلق عليه
متلازمة تكيس المبايض، polycystic ovary disease” pod”.، وهو
يكون مصحوبًا بعدم انتظام للدورة الشهرية وزيادة في الوزن
وظهور للشعر أحيانًا في أماكن غير طبيعية مثل الصدر
والذقن… إلخ.
وعلاج هذه الحالات يمكن أن يكون عن طريق تناول
العلاجات بهدف تنشيط المبايض لإفقاس البويضات وتنظيم الدورة
الشهرية، ومن ثم الحمل بإذن الله.
ويجب أن يكون هذا العلاج تحت إشراف ومراقبة الاختصاصي
المشرف على حالتك، وعادة ما يمتد هذا العلاج لفترات طويلة
“ستة أشهر أو أكثر” مع إجراء الفحوصات الهرمونية.
وفي حالة عدم الاستجابة لنوع هذا العلاج يمكن اللجوء
إلى عملية تقشير للمبيض، بمعنى إزالة جزء مناسب من قشرة
المبيض والتي تكون عادة سميكة وتمنع إفراز أو إفقاس البويضة،
وهذا الإجراء يقوم به اختصاصي أمراض النساء والتوليد تحت
مخدر عام وفي غرفة العمليات، وهي عملية بسيطة ولها نتائج
جيدة بإذن الله.
مع أطيب الدعاء لك بحياة سعيدة وذرية صالحة إن شاء
الله تعالى.
|