السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سيدتي الفاضلة.. شفاك الله وعافاك وخفف عنك آلامك.
يقصد عزيزتي بآلام الجماع الألم الذي تشعر به المرأة أثناء
أو بعد الاتصال الجنسي، ورغم أن هذا الألم قد يصيب الرجال
أيضا إلا أنه أكثر حدوثا عند المرأة، وتشعر المرأة بالألم
إما في المهبل أو في المنطقة المحيطة بالمهبل.
ويمكننا عزيزتي حصر أسباب الألم أثناء الاتصال الجنسي عند
المرأة في النقاط التالية:
1. جفاف المهبل نتيجة لنقصان الإفرازات الطبيعية المساعدة
أثناء الجماع.
2. التهاب المهبل الضموري ويحصل عادة مع دخول المرأة سن
اليأس.
3. حساسية المهبل أو المنطقة المحيطة به لبعض الملابس أو
الأدوية أو بعض المركبات الكيميائية في الصابون مثلا.
4. الالتهاب البكتيري أو الفطري للمهبل والمنطقة المحيطة
به.
5. التهاب الجلد في منطقة ما حول الفرج.
6. التهاب المجاري البولية.
7. جفاف المهبل نتيجة للمضاعفات الجانبية لبعض الأدوية مثل
مضادات الهستامين التي تستخدم لعلاج الحساسية.
وعند تواجد أحد هذه الأسباب تشعر المرأة بألم أثناء الجماع
إما في بداية فتحة المهبل أو بداخله وقد يصاحبه تقلصات
لعضلات المهبل. ويتم تشخيص سبب الألم باستعراض تاريخ
المرأة الطبي ونوعية الأعراض وبالفحص السريري للبطن ومنطقة
الحوض والمهبل والفحص المختبري لعينة من إفرازات المهبل
وربما فحص البول أيضا. وعادة ما تقوم الطبيبة بسؤال المرأة
عدة أسئلة تساعد على تشخيص الحالة مثل:
1. إذا كان الألم أثناء الجماع حديث العهد أم أنه ابتداء
من بداية زواج المرأة.
2. إذا كانت الإفرازات المائية الطبيعية أثناء الجماع
كافية أما إنها قليلة تسبب جفاف المهبل.
3. إذا كان هناك إفرازات غير طبيعية ذات لون أبيض أو أصفر.
4. إذا كان سن المرأة قارب على الخمسين وبدت عليها أعراض
مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وجفاف المهبل وغيرها من
أعراض دخول المرأة سن اليأس، وسبب هذه الأعراض انخفاض
مستوى هرمون الإستروجين في الدم.
5. إذا كانت المرأة ترضع، وذلك لأن الرضاعة قد تؤدي إلى
جفاف المهبل.
وعلاج هذه الآلام يتوقف على تحديد السبب، ويمكننا استعراض
العلاج في النقاط التالية:
1. إفرازات المهبل الطبيعية للمرأة أثناء الجماع:
خلق الله عز وجل غددا على جانبي المهبل تفرز سائلا مائيا
لزجا يساعد الزوجين على بلوغ حاجتهما بسهولة ودون مشقة أو
ألم. وبدون هذا السائل تكون عملية الجماع عملية مؤلمة
وشاقة وخاصة على المرأة وقد يؤدي ذلك إلى تقرحات وتهتك في
جدار المهبل الرقيق.
وقد يقل إفراز هذا السائل طبيعيا في الحالات التالية:
* الأيام التي تسبق موعد العادة الشهرية (الحيض).
* عندما تكون المرأة غير مستعدة نفسيا للجماع.
* عندما لا يعطي الرجل زوجته حقها في إطالة المداعبة قبل
الجماع.
وعلاج مثل هذه الحالات هو مسئولية الزوج وتقديره لزوجته
ولنا في رسول الله أسوة حسنة في الرفق بالنساء وألا يأتي
الرجل امرأته دون مقدمات.
2. في حالة التهاب المهبل أو منطقة ما حول الفرج بالفطريات
(تكون الأعراض عادة إفرازات بيضاء واحمرار في الجلد المحيط
بالفرج وحكة شديدة) فيتم العلاج بإعطاء الأدوية المضادة
للفطريات.
3. في حالة التهاب المهبل بالتهابات بكتيرية تعطى مضادات
حيوية للعلاج كالتهاب المهبل السيلاني.
4. في حالة التهاب المهبل بطفيل “التركمونس فجنالس” تعطى
الأدوية الخاصة بذلك كما يفضل معالجة الزوج أيضا والذي
عادة ما يكون مصدر نقل هذا الطفيل.
5. إذا كان سبب الحالة التهابات الجلد غير البكتيرية وغير
الفطرية كالتحسس مثلا من كريمات الحلاقة أو بعض الملابس أو
الصابون فيتم العلاج باستخدام مضادات الحساسية.
6. لعلاج التهاب المهبل الضموري قد تعطى أدوية الأستروجين
إلا أن ذلك يجب أن يكون بإشراف طبي كامل كما تستخدم
الدهانات المهبلية الصناعية للمساعدة في التخفيف من جفاف
المهبل الذي يكون عادة موجود مع بداية سن اليأس أو بعده
عند المرأة.
7. في حالة التهابات المثانة والمجاري البولية البكتيري
تعطى المضادات الحيوية كعلاج، وعلامات هذا الالتهاب مثل
(تكرار التبول- حرقة البول – ألم أسفل البطن)..
ختاما عزيزتي.. أنصح بمراجعة طبيب أو طبيبة إخصائية نساء
وتوليد لفحصك، وعمل التحاليل والفحوصات اللازمة لتشخيص سبب
هذه الآلام تشخيصا سليما ومن ثم تحديد العلاج المناسب.
والله الموفق..
|