يمكن ان تتضرر الخصوبة عند الرجل وتؤدي الى
العقم من اسباب عديدة، حيث ان اعتلالات النطفة التي تؤدي الى ضعف
الحيوانات المنوية نوعا وكماً وشكلاً ونقصا في الحركة والتي تنجم
عن اختلالات عضوية، اما منذ الولادة او نتيجة امراض حدثت اثناء
البلوغ او ما بعد البلوغ بما تؤدي الى اضرار دائمة او مؤقتة
للانجاب،
ومن اهم الاسباب الاعتلالية لخصوبة الرجل هي اختلال تكون النطف،
وذلك بسبب تلف مباشر للخصية من جراء دوالي الخصية والتي تسبب هذه
من طرفها اختلالات عضوية وتؤدي كذلك الى قلة وضعف وتشوه في
الحيوانات المنوية.
حيث ان دوالي الخصية حالة مرضية للاوردة الخصيوية وتوجد هذه الحالة
بنسبة 15% عند الرجال، وتسبب نسبة 35% من العقم المبدئي ونسبة 85%
من العقم الثانوي، وسبب العقم لهذه الحالة يكون من جراء الاذى
الخلوي لمنتجات الحيوانات المنوية في الخصية كما ذكر اعلاه، اما
التلف غير المباشر فهو الفرط الحراري من جراء احتقان الدم الوريدي
للخصية المصابة، ولهذا يؤدي الى الاعتلال الخصيوي حيث ان درجة
حرارة الخصية تكون اقل نسبة من حرارة الجسم بدرجة حرارية واحدة الى
درجتين ونصف، او يكون هناك تلف غير مباشر آخر وعلى سبيل المثال من
جراء التهابات الخصية المزمنة كالاصابة الجرثومة للخصية او
للبروستاتا او المسالك البولية والتناسلية.
او قد تكون هناك اسباب مرضية صمائية تؤدي الى هذا التلف وذلك من
جراء اضرار تعرضية كيميائية مثل التعرض للمواد المبيدة للحشرات
والتدخين، حيث يؤدي التدخين الى ضمور في الخلايا المنتجة للنطف
وذلك بسبب احتوائها على المواد السامة علاوة على النيكوتين، او
تكون هناك اسباب التهابية جرثومية او فيروسية او تكون هناك
اختلالات هرمونية او مناعية او جينية والاخيرة تكون بسبب تغيرات
جينية خلوية بسبب تشوهات كرموزمية او تركيبة وهذه توجد عند الرجال
بنسبة 30%، وأما امراض نقص الانتاج النطفي «المنوي» فإن نسبتها عند
الرجال 15% حيث يشخص بنسبة عالية في هذه الحالة قصور في الغدة
التناسلية مع فرص للمنبه القندي حيث تنخفض في هذه الحالة نسبة
التستسترون مقابلا للاوستراديول وذلك بسبب ارتفاع في فعالية
الانزيم المعطر، وسبب هذا القصور يكون اكثر انتشاراً عند الرجال
الذين يتناولون السيترونيدات البانية للعضلات كما هو الحال عند بعض
الرياضيين او تناول المضاد الحيوي النيترفورانتوئين، او مقاوم
الهيستامين «السيمتيدين» الكوكائين، النيكوتين والكوفائين.
ان نتائج تحليل السائل المنوي يجب ان تكون دقيقة حيث ان التحليل
الشكلي للنطف يجب ان يحدد النسبة المئوية للحيوانات المنوية ذي
الشكل الطبيعي والتي تكون في حالة الاخصاب ما فوق الـ 60% وفي نفس
الوقت يجب ان يجري لكل عقيم الفحص المختبري الهرموني في الدم اما
تشخيص ضعف الحركة للنطفة فإن اسباب اخرى غير المذكورة اعلاه واهمها
هو قد يكون بسبب قصور حركي ورائي للنطف وهذا يؤدي الى عدم التجاوب
مع العلاج وذلك اما بنسب خلل وراثي في الجزء الاوسط من النطف وغياب
الحبيبات الخيطية في خلايا النطف او خلل في تكامل الذيل النطفي او
تكون هناك امراض مناعية ضد النطف، اما في حالة تشخيص المتغيرات
المرضية الشكلية للنطف فيكون سببه اما زيغان كرموزومي او بسبب
تغيرات بيئية سامة او التهابية جرثومية للبربخ او بسبب اطالة في
مرحلة الانتقال من البربخ الى الحويصلة المنوية وذلك من جراء خلل
عصبي او اختلال هرموني، وكما ذكر اعلاه فيجب اجراء فحوصات مختبرية
في هذه الحالة ومن خلال ذلك يمكن تشخيص درجة التلف الخصيوي ويحبذ
للتأكد من الحالات التي تحتاج لعلاج ان تجرى للمريض هذه الفحوصات
المختبرية حيث ان من خلال هذه الفحوصات المختبرية والسريرية يستطيع
الطبيب الاخصائي بالمسالك البولية والتناسلية من اثبات وجود تغيرات
هرمونية ام لا وكذلك يجب ان يقام التشخيص التفريقي بالدوبلر الملون
للموجات فوق الصوتية لتشخيص اذا كان هناك وجود دوالي في الخصية أم
لا. أو وجود تغيرات في البربخ وكذلك بحسب اجراء الفحص للبروستاتا
من خلال المستقيم بواسطة الموجات فوق الصوتية، كما ويجب اعادة
تحليل السائل المنوي في مختبر مختص ولثلاثة مرات متتالية ولتشخيص
العوامل الاخرى المؤدية الى العقم يجب عليك ان تخضع ايضا للفحص
المخبري الهرموني.
اما اذا كانت هنالك دوالي في الخصيتين ننصبح باستئصال الدوالي
بعملية حديثة وبدون مضاعفات وذلك بواسطة المنظار والتي لا تستغرق
اكثر من عشرة دقائق وبقائك في المستشفى لمدة ساعتين فقط مع العلم
بأن هذه العملية لا علاقة لها وليس لها اي مضاعفات او تأثيرات
سلبية على القدرة الجنسية، واذا كان سبب العقم هي الدوالي فقط فإن
الانجاب سيحدث بعد ثلاثة اشهر من العملية بعون الله وتجدر الاشارة
الى ان عدد الحيوانات المنوية التي تؤدي الى الانجاب فهي ان لا تقل
عن عشرين مليون حيوان منوي في ملم والواحد من السائل المنوي وألا
تقل الحركة عن 60% في نصف الساعة الاولى بعد الحصول «قذف» على
السائل.