كان يعتقد أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور
فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونغ كونغ في عام
1997. ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر
بالطيور المصابة بالمرض. ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها
التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء. وتتشابه أعراض أنفلونزا الطيور
مع العديد من أنواع الأنفلونزا الأخرى حيث يصيب الإنسان بالحمى
واحتقان في الحلق والسعال. كما يمكن أن تتطور الأعراض لتصل إلى
التهابات ورمد في العين.
وكان جميع الذين أصيبوا بالمرض في عام 1997 والبالغ عددهم 18 حالة
يحتكون مباشرة بحيوانات حية سواء في المزارع أو في الأسواق.
وهناك العديد من أنواع أنفلونزا الطيور إلا أن النوع المعروف باسم
«إتش 5 إن 1» هو الأكثر خطورة حيث تزيد احتمالات الوفاة بين البشر
المصابين بهذا النوع من الفيروس. ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات
طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.
يمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا
تعاطوا المضادات الحيوية. ويعكف الباحثون في الوقت الراهن على
تطوير مصل مضاد للمرض.
ترتفع احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بأنفلونزا الطيور. فقد
توفيت ست حالات من 18 مريضاً أصيبوا بالفيروس في عام 1997. كما أن
المرض تسبب في مقتل 10 أشخاص في الأسابيع الماضية. ولا يضاهي فيروس
أنفلونزا الطيور فيروس الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم «سارس»
والذي أسفر عن سقوط 800 قتيل وإصابة 8400 شخص في جميع أنحاء العالم
منذ انتشاره لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2002.
لم تسجل حتى الآن وقائع تثبت إمكانية انتقال العدوى بالفيروس من
مريض إلى شخص آخر سليم. ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن
الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس
بشدة.
وهنالك مخاوف من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات
الأنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معاً نوعاً جديداً من
الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.
ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساساً بنوع من
أنواع الأنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات
الإصابة المزدوجة هذه كلما زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.
يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس
أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل
أي خطورة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينظر في إمكانية اتخاذ إجراء وقائي
لحظر استيراد منتجات ولحوم الدواجن من تايلاند لمنع وصول أي طيور
مصابة إلى أراضيها.
وقد أعدمت الملايين من الطيور في محاولة للتصدي لانتشار المرض بين
الطيور الأمر الذي يمنع بدوره انتقاله إلى البشر.