آنستي العزيزة، السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته..
أرحب بك وبالرد على سؤالك وأقدر تماما حيرتك بين تمسكك
بخطيبك وشريك حياتك -إن شاء الله- وبين رأي والدك العزيز
الذي يرى مصلحتك من منظور مختلف عنك وعني وربما عن أي شخص
آخر يعارض رأيه.
ولكن دعيني أوضح لك ولوالدك الفاضل أن الإنجاب نعمة عظيمة
يعرفها من حرم منها ولكنها ليست الهدف من الزواج بل الهدف
الأساسي منه هو تحقيق المودة والرحمة وإيجاد السكينة بين
الزوجين، ونحن نقدر لخطيبك صراحته وشجاعته في مصارحتك بهذا
الأمر الذي يخشى كثير من الرجال في مجتمعاتنا التحدث فيه
أو حتى التنويه
عنه وهذا إن دل فإنما يدل على معدنه الطيب، فأرجو أن
تتمسكي به يا عزيزتي ولا تتركيه.
وقد حقق العلم الحديث بفضل الله تعالى تطورات مذهلة في
مجال الإخصاب المساعد مكنت كثيرا من الحالات أن ينجبوا بعد
أن كادوا ييأسوا من هذا الأمل ولكن يجب أيضا أن تعرفي أن
العلاج الدوائي مهما كان فإن فائدته محدودة للغاية ولا
يوجد مايزيد من عدد الحيوانات المنوية سواء دواء أو غذاء
أو جراحة.
خلاصة القول عزيزتي أن تتوكلي على الله وتتزوجي خطيبك
أثناء فترة علاجه فهذا سيساعد في رفع حالته المعنوية كثيرا
وربما استجابته للعلاج سريعا، وإن لم يحدث الحمل بشكل
طبيعي خلال السنة الأولى من الحمل – وهذا هو الأرجح-
فالجئي دون تردد إلى وسائل الإخصاب المساعد فطالما وجدت
الحيوانات المنوية فلا يأس من الإنجاب وتذكري وذكري والدك
أن هناك حالات يتعذر فيها الحمل بشكل طبيعي وتكون المشكلة
من الزوجة وليس من الزوج وعلى الرغم من هذا فإن الزوج
يكابد عناء وسائل الإخصاب المساعد مع زوجته دون ملل أو
كلل، فما بالك بهذا الخطيب الذي صرح بما لا يمكن أن يصرح
به أي رجل.
عزيزتي كوني ووالدك على قدر احترام هذا الشخص لكم بمصارحته
وصدقه، وأرى أن تقدر صراحته هذه بإعلان الزواج فورا،
ونتمنى لكم حياة سعيدة موفقة وذرية صالحة مباركة.
والله الموفق.
|