كشفت نتائج دراسة بحثية جديدة عن الوجبات
الغذائية السريعة المحتوية على فول الصويا – سواء بصورة صريحة كما
فى زيت وزبد وزبادى وألبان الصويا أو بصورة ضمنية حيث يشكل جزءا من
مكونات المنتجات الغذائية كما فى الهامبرجر- تشكل تهديدا صريحا
لخصوبة الرجال حيث تؤدى لخفض أعداد الحيوانات المنوية لديهم.
وكان مجموعة من الباحثين قد عبروا عن اعتقادهم باحتواء فول الصويا
على مادة كيماوية تحاكى فى تأثيرها عمل هرمون الاستروجين الأنثوى
عند السيدات.
وعلى أثر ذلك قررت الباحثة الدكتورة شينا لويس أستاذ الطب الإنجابي
بجامعة الملكة فى بلفاست إجراء دراسات لبحث إمكانية وجود علاقة بين
فول الصويا ومستوى الخصوبة عند الرجال.
وقد تم الكشف عن نتائج هذا البحث فى إطار دراسة بحثية موسعة قامت
بإجرائها الباحثة على المنتجات الغذائية التى يدخل فول الصويا فى
تصنيعها، وهى صناعة عالمية كبيرة تقدر استثماراتها بالمليارات.
وكشفت الدراسة – التى نشرت نتائجها فى مجلة مراقب الغذاء الشهرية
وجاء ملخصها بجريدة الأوبزيرفر الأسبوعية – أن الصويا لم يعد فقط
يؤكل بواسطة النباتيون ولكنه يستخدم كبروتين نباتى رخيص يدخل فى
معظم الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة.
كذلك ربطت دراسة بحثية أخرى بين الكيماويات الهرمونية الموجودة فى
فول الصويا والإصابة ببعض الأورام السرطانية ومرض المخ واختلال
وقصور النمو لدى الرضع وحديثى الولادة.
ويوضح الباحث البريطانى لويس أن المواد الكيميائية الموجودة فى
الصويا يمكنها أن تخفض من أعداد الحيوانات المنوية لدى الشباب
والرجال، مما يعد مصدر قلق كبير يتطلب إجراء المزيد من الدراسات
والأبحاث على نطاق أوسع كثيرا لتأكيد أو نفى هذه النتائج المزعجة.
وتقول الدكتورة لورين اندرسون وهى أحد أعضاء الفريق البحثى إنه إذا
تم تحويل هرمون الاستروجين الذى قد يتعرض له الرجال، فإنه لا يؤثر
فقط على جودة الحيوانات المنوية لديهم. ولكن من الممكن أيضا أن
يزيد من التشوهات الهيكلية أو الخلقية مثل حدوث حالة الخصية
المعلقة التى يمكن أن تؤدى كما تعتقد الدكتورة لورين لمشاكل
مستقبلية أخرى فى حياة الرجال مثل سرطان الخصية.
ومن ناحية أخرى يقول صناع الأغذية السريعة أنهم لم يشاهدوا أية
أدلة مقنعة على أن الصويا يمكن أن يسبب أى ضرر للإنسان أو أى علاقة
تبرر الربط بين بروتين فول الصويا والمشاكل الصحية المذكورة.
وبالطبع من حق القائمين على الصناعات الغذائية المستخدمة لفول
الصويا أن يدافعوا عن أنفسهم، ولكن على الطرف الآخر من حق الباحثين
أن يطلعوا المستهلك على النتائج التى توصلوا إليها، وأن يعبروا عن
مخاوفهم لمنع تعريض الأجيال القادمة لمخاطر صحية محتملة.
وحتى إشعار آخر، يجب أن تكون لوزارات الصحة والباحثين فى مختلف دول
العالم كلمتهم فى هذه القضية حتى لا نضع مستقبل أمتنا فى مهب الريح
ونفاجئ بجيل كامل من أبنائنا يعانى من العقم، وعندئذ لن ينفع
الندم، والأمر لا يزال بأيدينا طالما كنا نحرص على الوقاية التى هى
خير من العلاج.