قبل أكثر من قرن تم استحداث أول علاج فعال لسرطان الثدي الانتقالي
عند النساء قبل سن اليأس. وقد تمثل هذا العلاج في استئصال المبيض.
إلا أنه مرت عدة سنوات بعد ذلك حتى تم اكتشاف الرابط الكامن بين
المبيض وانتاج الاستروجين والبروجسترون.
وفي الستينات من القرن العشرين تم اكتشاف مستقبلات الاستروجين وهي
بروتينات في خلايا نسيج الثدي تتفاعل مع الاستروجين وتتيح
للأستروجين الارتباط بال د.ن.أ (DNA) التي تهاجم انتاج الجينات
والبروتينات. وتتواجد مستقبلات الاستورجين أيضاً في أنسجة أخرى مثل
الرحم والعظام والدماغ والقلب والتي هي أهداف للأستروجين. وحين
يتصل الأستروجين بمستقبل استروجين يؤثر الهرمون في نشاطات الخلية.
وتشير الأدلة التجريبية إلى أن الأستروجين يؤدي دوراً أساسياً في
نشوء سرطان الثدي. فعند الحيوانات تبين أن هرموني الاستروجين
والبروجسترون يحفزان نمو أورام الثدي. ومن المعروف انه كلما زاد
تعرض المرأة للأستروجين في حياتها زاد خطر تعرضها لسرطان الثدي.
وإذا خضعت المرأة قبل سن اليأس لاستئصال المبيض مما يخفف من عرضها
للهرمونات الجنسية ويتضاءل خطر تعرضها لسرطان الثدي بنسبة 50%
تقريباً.
ويلعب تاريخ الطمث أي الدورة الشهرية عاملاً مهماً بالنسبة
لاحتمالية حدوث الورم. فالنساء اللواتي يبدأن الطمث قبل عمر 12
عاماً أو اللواتي يشهدن سن يأس متأخر أي بعد سن 51 عاماً يكشفن عن
خطر أكبر قليلاً للتعرض لسرطان الثدي. فمقارنة مع المرأة التي تبدأ
الطمث بعد عمر 15 عاماً تكون نسبة حدوث الورم أقل بكثير، أما
بالنسبة لسن اليأس التي قد يمتد إلى سن 55 عاماً نسبة خطر الإصابة
بسرطان الثدي حوالي 50% أكثر من اللواتي يشهدن سن يأس ما بين 45
و55 عاماً.
فالطمث المبكر وسن اليأس المتأخر تؤدي إلى المزيد من السنوات التي
يتعرض خلالها نسيج الثدي لمستويات عالية من الهرمونات التي يعتقد
أنها تؤثر في خطر الإصابة بالسرطان