تعتبر القبلة من ساقطات القيد في سجل
المكتشفات البشرية, فقد عجز المؤرخون عن تحديد مبتكرها الهمام أو
موطنها الأول.. كل ما عرف عنها هو أنها كانت علي الجبين عنوانا
للسمو.. وعلي الوجنتين رمزا للحنان, وعلي القدم للخضوع, وعلي
اطراف ايدي النساء كدليل للاحترام, وعلي أيدي الوالدين كدليل
للتقدير, وتطورت مسيرتها حتي أصبحت تنقل لنا15 مرضا بداية من
الأمراض الجلدية كحب الشباب والجدري والجرب ونهاية بالتهابات
الجهاز التنفسي والانفلونزا.. وليس غريبا أن يقيم المركز القومي
للبحوث منذ فترة ندوة بعنوان التقبيل عند المصافحة عادة صحية سيئة
للتعريف بالجانب المظلم من القبلة خاصة بعد أن انتشرت بين زملاء
الدراسة وصارت جزءا من مظاهر الحياة الاجتماعية
ويشير الدكتور محمد عويضة استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الي
ضرورة ان يقوم الآباء والأمهات بدورهم في توعية الابناء بالاكتفاء
بالمصافحة باليد للتواصل الانساني بين الاصدقاء وليس الأحضان
والقبلات التي لا تكون أحيانا دليلا علي الصداقة بل قد تكون نفاقا
ومحاولة لشراء المشاعر المزيفة وأيضا تعليم الأبناء أن المساندة
والإخلاص هما الصداقة الحقيقية التي لا تحتاج للقبلات اليومية
وينصح د. عويضة لتجنب القبلات عند المصافحة شد الذراع بما لا
يسمح بالمعانقة أو الاعتذار بمرض طاريء, ويلقي حسين السيد خبير
الاتيكيت وآداب السلوك باللوم علي الأسرة التي تفرط في التعبير عن
مشاعر حبها لابنائها بالقبلات عند الدخول والخروج من المنزل وقبل
النوم وعند الاستيقاظ مما يجعل الصغار يتصورون أنها أسرع طريق الي
القلب, علاوة علي ان القبلة الروتينية التي يتبادلها المراهقون
والأطفال لها اثارها في سن النضوج, حيث تفتح باب الانحراف خاصة
في المدارس المشتركة.. فالمباح في الصغر يصير حقا مكتسبا في
الكبر, بينما الابتسامة عند اللقاء أفضل أسلوب في التحية وتعني
في فن الاتيكيت احترام الآخر وتقديره.
وفي النهاية يؤكد د. هاني الناظر استاذ الأمراض الجلدية ان تثقيف
المواطن من خلال توعيته صحيا يأتي بعد دراسات أجراها الباحثون علي
ظواهر قد تضر بالناس مثل عادة التقبيل الضارة بالصحة لانها تنقل
عددا من الأمراض الجلدية, اضافة الي أمراض اللثة والشعب الهوائية
وغيرهما وتكون العدوي مهلكة في السنوات الأولي من حياة الطفل لضعف
جهاز المناعة. كما أشار د. هاني الي عادة ذميمة أخري وهي
استخدام المناديل الورقية ثم القاؤها في الطريق ثم مصافحة الآخرين
مما ينقل الامراض.