العقم المناعي.. و التلقيح الصناعي

تفاصيل الاستشارة
التصنيف اطفال الأنابيب
والحقن المجهرى والتلقيح الصناعى
الموضوع العقم المناعي.. و التلقيح الصناعي
الاستشارة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيراً عن ما تقدمونه من مساعدة كبيرة لنا.. أرجو
الرد علي بأسرع وقت ممكن..
أنا عمري 32سنة، متزوجة منذ 3 سنوات تقريباً، ولم يرزقني
الله بالأولاد حتى الآن.. راجعت الطبيبة منذ بداية زواجنا،
وأخبرتني أني سليمة والحمد لله.. وطلبت تحليلا لزوجي..
وبالتحليل تبين أن لديه العدد طبيعي حوالي 55 مليونا، لكن
النشطة منها فقط 20%، وهناك صديد ولزوجة..
وقد أخذ زوجي علاج لمدة 9 أشهر، وبعدها أجرينا تحليلا آخر،
وتبين أن حالته تحسنت جدًّا وأن العدد زاد لـ 65 مليونا
والنشطة 75% ولم يعد هناك صديد أو لزوجة.. ومضى حتى الآن
حوالي 6 شهور ولم يحصل عندي أي حمل..
مع العلم أن زوجي كان متزوجا من سواي ولديه طفل عمره 11 سنة،
وبعد عام تقريباً من زواجنا أعاد زوجته الأولى، وهي الآن
حامل في شهرها الأول.. ولقد كنت أراجع الطبيبة خلال الفترة
الماضية، وقد أجريت فحوصات للهرمونات، وكانت النتيجة طبيعية
والحمد لله، وكذلك أجريت الصورة الشعاعية بالصبغة منذ حوالي
سنة، والحمد لله تبين أنه لا يوجد أي مشكلة.. ولكن لدي الرحم
مقلوب.. ولقد نصحتني الطبيبة بإجراء التلقيح الصناعي بسبب
قلة حركة الحيوانات المنوية.. وقد عملته من حوالي سنة تقريباً
ولم ينجح.. ولقد أعطتني خلالها الكلوميد، وإبر منشطة لا أذكر
اسمها، وكذلك إبرة التفجير.. وبعدها أيضاً عادت وأعطتني حبوب
الكلوميد لمدة 5 أشهر تقريباً دون جدوى..
وهي الآن تنصحني بأن أقوم بعملية التلقيح الصناعي مرة أخرى..
رغم أنه ليس هناك ما يمنع الحمل الطبيعي، ولكن برأيها أنه
يمكن أن يكون لدي إفرازات تتسبب في قتل الحيوانات المنوية
قبل وصولها إلى البييضة أو أن لدي التصاقات..
أسئلتي.. ولكم كل الشكر للإجابة عليها هي:
1- ما سبب عدم حدوث الحمل حتى الآن؟
2- ما رأيكم بالأسباب التي ذكرتها الطبيبة لي التي ربما تمنع
برأيها حدوث الحمل؟
3- ألا يوجد علاج لي لو فعلاً كانت المشكلة هي الإفرازات (مع
العلم أني لا ألاحظ أي إفرازات غير طبيعية). وكيف نتأكد من
ذلك؟
4- ولو كان السبب هو الالتصاقات كما قالت.. ألا يظهر هذا في
صورة الصبغة؟
5- هل يؤثر الرحم المقلوب على الإنجاب؟
6- هل هناك أي تحاليل أخرى غير التي ذكرتها عليَّ أن أجريها؟

7- هل التلقيح الصناعي هو الحل المناسب لحالتي.. ولو لم ينجح
مرة ثانية ماذا سيكون الحل؟ مع العلم أن زوجي غير موافق على
التلقيح الصناعي ويسألني الصبر.
بصراحة أنا متعبة جدًّا.. ولا أعرف ما الذي علي أن أفعله..
أدعو الله دائما أن يعوض صبري خيراً.. ولكن رغبة الأمومة في
داخلي لا أستطيع تجاهلها.. وتؤثر سلباً على حياتي أفيدوني
أفادكم الله وجزاكم عني كل خير.. م.م.
المستشار د. هشام جابر العنانى
الاجابة
أختنا العزيزة، وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته..
بداية نقول لك: استعيني بالله عز وجل ولا تعْجِزي، فما خلق
الله من داء إلا وخلق له دواء، وتذكري دائمًا أن الله سبحانه
إذا أحب عبدًا ابتلاه، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
قوله: “لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده، أو في ماله،
أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة” رواه أحمد
في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه-

وحالتك هذه عزيزتي تندرج تحت ما يسمى بالعقم غير المسبب حيث
لا يوجد سبب واضح يمكن أن يكون هو المشكلة التي ينبغي حلها و
الرحم المقلوب ليس له علاقة بتأخر الحمل نهائيا فدعي هذه
النقطة، وأريحي بالك منها وبالنسبة للالتصاقات فكلامك صحيح
بأنها يجب أن تظهر في أشعة الصبغة وعلى هذا وضعنا تشخيصك تحت
بند العقم غير المفسر.

أما بالنسبة لما قالته الدكتورة من أسباب فإني أريد أن أوضح
لك أن المناعة هي قدرة الفرد على التفريق بين ما هو داخل
تركيب الجسم وما هو غريب عنه؛ وبناء على ذلك فحماية الجسم ضد
الأجسام الغريبة تكون بإنتاج الأجسام المضادة الخاصة، وهذه
العملية مفيدة في حماية الجسم ضد غزو الميكروبات، ولكنها في
نفس الوقت قد تحدث بعض الضرر مما يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة
ضد الحيوانات المنوية في دم المريض أو في إفرازات عنق الرحم
وهذه المضادات قد تسبب عدم قدرة الحيوانات المنوية على
الحركة ومنع التصاق الحيوانات المنوية بالبويضة أو إلى موت
الحيوانات المنوية.

ولذلك يمكن القول إن العوامل المناعية قد تؤدي إلى ما يسمى
بالعقم المناعي الذي يمثل 10% من حالات العقم مجهولة الأسباب؛
ولهذا يجب إجراء اختبار ما بعد الجماع لتشخيص هذا العامل.

ولكن أهم شيء يمكن أن نفيدك فيه هو أن ننصحك بالإصرار على
ألا تؤجلي “حمل اليوم إلى الغد” فإن عمر المرأة عامل هام جدا
في حدوث الحمل، حيث إن الفرص تقل كلما تقدم السن؛ وعلى هذا
فنحن ننصحك بعمل التلقيح الصناعي ، وتكراره إذا فشل لأن فرص
النجاح ليست أكيدة كما حدث لك، ولكن التكرار لمدة ستة مرات
كما أجمع العلماء يؤدى إلى ارتفاع نسب النجاح ارتفاعا كبيراً.

في النهاية عزيزتي أود أن أؤكد أن حالتك النفسية القلقة،
المتوترة، المتعجلة على الحمل والولادة، تزيد من تأخر الحمل؛
لذا ننصحك وننصح زوجك معك ألا تجعلا للضغوط الاجتماعية أثرًا
في حالتكما النفسية، وأن توكلا أمركما لله تعالى، وتستسلما
له، وتوقنا أن كل أمر بقدر الله تعالى، وأن أقدار الله
بمواقيت، وتأكدا أنه حين تستنفد السبل البشرية، وتصلان لليأس
منها، ويحدث التسليم الكامل لله عز وجل، حينئذ –وحينئذ فقط-
يأتي الفرج من الله تعالى.

ونهمس في أذنك أختنا أن تكثري من الاستغفار، فقد قال سبحانه:
“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل
لَّكُمْ أَنْهَارًا” صدق الله العظيم (نوح: 10-12).

فرَّج الله تعالى ما تعانينه، ورزقك الذرية الصالحة، وأعانك،
وجعل لك مخرجًا قريبًا إن شاء الله عز وجل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *