آنستي الكريمة..
السلام عليكم ورحمة الله.. كل عام وأنت بخير وسعادة نشكرك
على ثقتك الغالية بنا ونلتمس لك العذر تماما في
قلقك وخوفك وأدعو الله أن يوفقنا في الرد عليك بما
يريح بالك.
ودعيني أولاً أجيب على أسئلتك التي أمطرتني بها تباعا
وباختصار ثم نأتي بعد ذلك لتشخيص الحالة:
أولا: هناك فرق كبير بين تكيس المبيض وكيس على المبيض،
فتكيس المبيض: حالة مرضية تصيب حوالي 5 % 10% من النساء ما
بين (20-40سنه)، ويعاني30%من أعراضها، وهي إحدى الأسباب
المؤدية لتأخر الحمل، لكنها لا تسبب العقم، وهي حالة من
الخلل الوظيفي تؤدي إلى عدم كبر البويضات وبالتالي عدم
زيادة حجمها مما يؤدي إلى تكون
حويصلات صغيرة على سطح المبيض نسميها تكيسات لا يتعدى
أكبرها عن 10مم.
أما الكيس على المبيض فهو أيضاً خلل وظيفي في عمل المبيض
نجد فيه أن البويضة تكبر في الحجم ولا تنفجر
(كما هو الطبيعي) بل تظل تكبر في الحجم (ولا بد
لتشخيص هذا الكيس أن يصل حجمه إلى أكثر من 2 سم في القطر)
وهو كيس وظيفي يظهر ويختفي بخلاف التكيسات فهي لاتختفي.
ثانياً: بالنسبة للخصوبة وتأخر الحمل فهذا يحدث مع تكيس
المبيض كما ذكرنا لأن السبب الذي أدى إلى التكيس
عادة ما يكون خللا في هرمونات الغدة النخامية مما
يؤدي إلى زيادة الوزن وظهور شعر زائد في الوجه واضطراب
الدورة الشهرية مما يقلل من فرص الحمل، أما كيس المبيض فهو
مؤقت يزول بعد شهر أو شهرين على الأكثر
وبالتالي لا تأثير له على درجة الخصوبة.
ثالثا: حبوب منع الحمل يمكن بالفعل أن تؤخذ للسيدات
والآنسات على حد سواء في حالة
ظهور كيس على المبيض حتى تثبط الكيس ويختفي نهائياً.
رابعا: إنقاص الوزن في مثل حالتك مفيد جدا لتحسن الحالة.
خامسا: لاننصح مطلقاً باستئصال كيس المبيض إلا إذا تجاوز
قطره 6 سم وفي هذه الحالة ننصح بإزالة الكيس عن
طريق المنظار الجراحي للآنسات وعن طريق الشفط
بالموجات فوق الصوتية المهبلية للسيدات.
سادساً: لابد أن تعرفي أنه ليس بالإمكان نهائيا ضمان عدم
حدوث الالتصاقات ولكن ممكن تجنبها إذا تجنبنا
جراحات فتح البطن.
هذا عزيزتي بالنسبة لاستفساراتك ولكن أعتقد –من خلال وصفك
للآلام التي تعانين منها- أنك تعانين مما يعرف
باسم الإندومتريوزيس (داء بطانة الرحم) وهي عبارة
عن أنسجه نشطة شبيهة ببطانة الرحم تظهر في أماكن شاذة
بالحوض الخارجي لتجويف الرحم ويكتسب داء بطانة الرحم أهميه
خاصة لأنه عادة ما يكون مصاحباً بآلام في
الحوض وتأخر في الحمل.
ويصعب التكهن بنسبة انتشار هذا المرض لأنه غالبا ما يكتشف
بالصدفة أثناء فحص البطن والحوض بالمنظار أو أثناء
العمليات الجراحية، كما أن أسباب المرض غير معروفة ولكن
يوجد كثير من النظريات والفروض التي تفسر حدوث هذا المرض
ولا توجد نظرية واحدة تفسر جميع الحالات الممكنة له، ومن
هذه النظريات:
– النظرية التي تفترض انتقال بطانة الرحم عن طريق قنوات
فالوب أو عن طريق الأوعية الليمفاوية إلى أماكن
شاذة بالحوض حيث تستقر و تنمو بها.
– ونظريه أخرى تفترض وجود مواد كيميائيه تفرز من التجويف
الرحمي وتنتقل إلى أماكن شاذة بالحوض وتحفز الأنسجة للتحول
إلى أنسجة شبيهة ببطانة الرحم.
وتتأكد صحة التشخيص بالفحص بمنظار البطن أو فحص العينات
التي يمكن أخذها من الأماكن محتملة الإصابة، فإن قمت بعمل
هذا الفحص وتأكد التشخيص فإن هناك طرقا عديدة لعلاج داء
بطانة الرحم منها العلاج بالهرمونات والعلاج الجراحي،
واختيار الطريقة المناسبة لكل حالة يعتمد عــلى:
– سـن المريضة
– درجة انتشار المرض
– ورغبة المريضة في الحمل.
ويمكن تلخيص طرق العلاج كما يلي:
أولا: العلاج الدوائي: ويعالج داء بطانة الرحم بواسطة
الهرمونات المثبطة لوظائف المبيض فتوقف نموه وتؤدي إلى
ضموره، ومثال على هذه الهرمونات:
– هرمون الإستروجين والهرمون الذكري التستوستيرون، ولكن قل
استخدامها نتيجة آثارها الجانبية الكثيرة.
– كما تستخدم أقراص منع الحمل المكونة من الإستروجين
والبروجستيرون لمدة ستة إلى تسعة أشهر فتؤدي إلى تغيرات في
البطانة الرحمية خارج وداخل الرحم مشابهة للتغيرات التي
تحدث أثناء الحمل، ونظراً للأضرار الجانبية التي تحدث
نتيجة الإستروجين الموجود في هذه الأقراص، يستخدم
البروجستيرون وحده في العلاج إما على هيئة أقراص تؤخذ
بالفم يومياً لمدة تسعة أشهر متصلة أو على هيئة حقن بالعضل
كل أسبوعين أو كل شهر لمدة لا تقل عن أربعة إلى ستة أشهر.
– كما يستخدم عقار (الدانازول) لعلاج هذه الحالة فوجد أنه
يؤدي إلى ضمور داء بطانة الرحم حيث ينتج عنه تغييرات في
مستويات الهرمونات الموجودة بالجسم والتي توقف نمو الجسم.
و تتراوح الجرعة من 200 – 800 مجم يومياً لمدة 4-8 شهور، و
لكنه يسبب كثيراً من الآثار الجانبية.
– وهناك العقاقير المضادة لتأثير المحفز النخامي
GnRH-analogues الذي يفرز من المخ،
فتؤدي إلى توقف وظائف المبيض توقفاُ وقتياً وبالتالي ينتج
عنه ضمور المرض في أماكن انتشاره والشفاء الكامل من جميع
أعراضه، وهذه العقاقير تؤخذ إما عن طريق الأنف أو حقناً
تحت الجلد.
– أما عقار الجسترينون Gestrinone فهو يستخدم أيضاً في
علاج داء بطانة الرحم ويؤخذ عن طريق الفم مرتين أسبوعياً
ابتداء من خامس يوم للدورة حتى اليوم الثامن للدورة
التالية، ولكن تصحبه أضرار جانبيه نتيجة زيادة الهرمون
الذكري.
ثانيا: العلاج الجراحي، ويمكن تقسيم العلاج الجراحي لداء
بطانة الرحم إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: جراحة تحفظيه تستهدف الحفاظ على الجهاز
التناسلي للمريضة وإزالة أنسجة البطانة الرحمية الموجودة
بالحوض وإزالة الالتصاقات والتليفات المحيطة بالمبيض أو
المحيطة بقناة فالوب والتي تعوق وظائف الجهاز التناسلي
وكذلك إزالة أية أكياس دموية موجودة على المبيض، وهذا
النوع من الجراحة يتم إما عن طريق منظار البطن، أو
باستخدام أشعة الليزر عن طريق منظار البطن، أو عن طريق فتح
البطن.
والنوع الثاني من العلاج الجراحي لداء بطانة الرحم شبه
التحفظي يستأصل فيه الرحم وتزال أنسجة البطانة الرحمية
التي توجد بالحوض وعلى المبيض ويترك جزءا من المبيض ليؤدي
وظيفته بعد ذلك خصوصاً إذا كان سن المريضة يقترب من
الأربعين عاماً، أما إذا كانت المريضة في مرحله متقدمة من
المرض وبالذات إذا كان سن المريضة أكثر من أربعين عاماً
فينصح باستئصال الرحم والمبيض وقناتي فالوب مع استئصال
أنسجة بطانة الرحم الموجودة بالحوض. ولتفادي أعراض نقص
هرمون الإستروجين التي تحدث بعد هذه العملية يجب على
المريضة تناول أقراص الإستروجين مدى الحياة، وهذه الطريقة
تعرف بالجراحة الإستئصالية.
ختاما آنستي هذا كل ما لدي بخصوص شكواك أعطيتك إياه وما
عند الله خير وأبقى وأنصحك بعمل منظار للبطن للكشف عن داء
بطانة لرحم إن وجد والحسم في التشخيص السليم لحالتك ومن ثم
السير في طريق العلاج.
مع خالص دعواتنا لك بالصحة والعافية والشفاء التام وفي
انتظار استشارة أخرى منك للاطمئنان عليك بعد عمل المنظار
ومتابعة الحالة معك. |