هل تزيد أدوية العقم من نسبة حدوث السرطان؟

بينت دراسة جديدة نشرت في مجلة «ايبديمولوجي»
الطبية الصادرة في الولايات المتحدة، ان الأدوية المستخدمة في
معالجة عقم النساء يمكن ان تسبب السرطان.

وأوضحت الدراسة التي أجريت على 2500 امرأة عولجن بأدوية لزيادة فرص
الحمل لديهن لمدة 21 سنة، ان المعالجة الطويلة الأمد قد تؤدي الى
ظهور بعض أنواع السرطانات التي تصيب الطبقة الداخلية للرحم
والمبيضين. وقام الأطباء البريطانيون استناداً الى هذه الدراسة
باستدعاء أكثر من 200 ألف امرأة يعالجن بالأدوية في مراكز متعددة
لاجراء دراسة مقارنة وجمع معلومات لتحديد عوامل خطورة استخدام
الأدوية الشائعة في معالجة العقم، خاصة الأدوية المحرضة للإباضة من
المبيضين.

 وقد أثارت هذه القضية ليز تيلبيرز محررة مجلة «بازار هاربرس» (Bazaar Harpers)
في نيويورك، التي أصيبت بسرطان المبيض بعد تناول أدوية العقم التي
تزيد من انطلاق البيوض من المبيضين. وقال بعض أطباء العقم في
بريطانيا ان جميع النساء اللواتي يأخذن الأدوية المخصبة يجب عليهن
مراجعة الأطباء بشكل دوري لاجراء الفحوص الروتينية. ووجد في
الدراسة المذكورة ان معظم النساء اللواتي يتناولن الأدوية في سن
مبكرة 20 الى 30 يظهر لديهن سرطان المبيض عند بلوغهن سن الخمسين من
العمر، وقد بينت الاحصائيات الأخيرة ان سرطان المبيض يصيب ما لا
يقل عن 6 الاف امرأة بريطانية، ويودي بحياة 4500 امرأة سنوياً.

ومن المعروف ان الأدوية المانعة للحمل يمكن ان تخفض نسبة حدوث
سرطان المبيض بمعدل 30%. وقال الدكتور بيتر برنيزدين مدير مركز هول
بيوين (Bouen Hall) لمعالجة العقم في منطقة كامبردج في اميركا، انه
لا يوجد دليل علمي حاسم حتى الآن يشير الى وجود علاقة بين الأدوية
المستخدمة في معالجة العقم وسرطان المبيض، وحاول برينزدين حل
الخلاف القائم حول هذه النقطة منذ سنوات عديدة، وطالب باقامة مكتب
احصائي وطني لجمع المعلومات ومتابعة جميع الذين يتناولون الأدوية،
لكن طلبه رفض بحجة انه لا يوجد دعم مادي كاف لهذا الاجراء. وصرح
برينزدين في مؤتمر عقد في السويد الاسبوع الماضي حول معالجة العقم،
بأن الهيئات الصحية لم تبد الاهتمام المطلوب في الربط بين الأدوية
والسرطان.

وعلق آيان جاكوب مدير وحدة البحوث السرطانية في مستشفى «سانت
بارثيليموز» (St Barthlomews) في لندن
بقوله ان النساء يجب ان يأخذن الأمر بجدية كاملة حتى لو كانت نسبة
الربط بين أدوية العقم والسرطان قليلة جداً. وأضاف ان سرطان المبيض
غير شائع، لكن تناول أدوية قد يزيد من خطورة حدوث هذا النوع من
السرطان بمعدل 1 إلى 4% خلال فترة الحياة. وتحاول الكلية الملكية
لجراحة أمراض النساء والتوليد تحضير دليل جديد يوجه الاطباء
المختصين حول هذه المسألة ويجهزهم للاجابة عن أسئلة المرضى عن
علاقة الأدوية بسرطان المبيض، لكن الكلية لم تبد اهتماماً بمشروع
مراقبة المرضى بشكل رسمي.

وقد ازدادت الانتقادات في الفترة الأخيرة حول معالجة العقم على
صعيد الأدوية المحرضة للاباضة، كذلك على صعيد اطفال الأنابيب
والتلقيح في المختبرات، حيث أشارت بعض الدراسات الى ان أطفال
الأنابيب معرضون للتشوهات الولادية بشكل أكبر من الأطفال العاديين،
ونسبة الذكاء لديهم قد تكون أقل من الأطفال العاديين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *