يعتبر العقم من المشاكل الصحية الكبيرة التي تؤرق الكثير من
المتزوجين حديثا، والمقبلين على الزواج ايضا، ويقصد بالعقم عدم
حدوث الحمل بالرغم من مرور سنة كاملة على الزواج، ومحاولة الانجاب
دون اتباع اي وسيلة من وسائل منع الحمل وذلك وفقا للمصادر الطبية
الامريكية، في حين تشترط منظمة الصحة العالمية مرور سنتين على ذلك،
ومن هنا يظهر الاختلاف في وجهات النظر العلمية في تعريف وتحديد هذه
المشكلة. لقد اثبتت الدراسات ان امكانية حدوث الحمل بعد شهر من
المحاولة تبلغ 25% وليس كما يعتقد الكثير من الاشخاص بأنها تصل الى
100%، وبعد مرور ثلاثة اشهر من المحاولة تصل الى 75% وبعد ستة اشهر
تبلغ 72%، وبعدمرور سنة كاملة تصل الى 80%، اما بعد مرور سنتين
فتبلغ 93%.
لم يعد العقم مشكلة تحول من يعاني منها حياته الى جحيم بسبب تقدم
العلوم الطبية والاكتشافات الحديثة في مجال علاج العقم لدى
الزوجين، والعقم هو عرض وليس مرضا بحد ذاته وعلاجه يتوقف على تحديد
اسبابه بدقة. ويعد الحقن المجهري من اضمن واحدث وسائل العلاج
للعقم، والحقن المجهري عبارة عن اخذ الحيوان المنوي من الزوج
والبويضة من الزوجة ويتم ادخال الحيوان المنوي داخل البويضة عن
طريق جهاز الكتروني متطور في اقل من ثانية عن طريق ابرة بالغة
الدقة ونسبة الحمل مع هذه الحالات كبيرة جدا باذن الله، حيث تتعدى
اكثر من 45% وتصل احيانا الى 50% معتمدين على خبرة العاملين
والمختبر وكذلك حالة البويضة والحيوان المنوي.
وصل الامر الى اخذ حتى رأس الحيوان المنوي فقط وادخاله داخل
البويضة بل واخذ كمية الخلية الدائرية التناسلية (السبرماتيد) من
داخل الخصية وتتم هذه الطريقة، في حالة المرضى الرجال الذين يعانون
من عدم وجود حيوانات منوية خارجية وحتى داخل الخصية ايضا وذلك بعمل
فتحات متعددة في احدى الخصيتين او كلا الخصيتين معا. وعند وجود
حيوانات منوية داخلية اي داخل الخصية يمكن اخذها عن طريق (البربخ)
او مباشرة من الخصية عن طريق ابرة متطورة بالغة الدقة والحجم معا.
ولقد بدأت هذه المحاولات في بداية سنة 1994م.
وبطبيعة الحال هناك فرق بين طفل الانابيب العادي والحقن المجهري
حيث انه في طفل الانابيب العادي تترك البويضة والحيوانات المنوية
معا في انبوبة اختبار معينة وبعض الادوات الخاصة بذلك ويتم التلقيح
تلقائيا من دون مساعدات خارجية من الطبيب (طبيب المخبر) اللهم توضع
البويضة والحيوانات المنوية في وسط مائي مغذ ومعالج بطريقة
كيميائية تساعد على بقاء الحيوان المنوي والبويضة في حالة حية تصلح
للتلقيح ويتم ذلك خارجيا في مختبر خاص جدا وتحت اشراف اطباء وفنيين
على مستوى كبير من التخصص في هذا المجال اما التلقيح المجهري فهو
ادخال الحيوان المنوي او جزء منه (الرأس) او الخلية التناسلية داخل
البويضة عن طريق ابرة خاصة بواسطة جهاز ميكروسكوبي متخصص لمثل هذه
العمليات شديدة الخصوصية، وهذا هو الفرق الوحيد ما بين طفل الانبوب
العادي والمجهري.
وان كانت هناك فروق جوهرية في الطريقة المجهرية فهى تتلخص في طريقة
ادخال الحيوان المنوي او الخلية التناسلية داخل البويضة نفسها.
فهناك حالات يتم فيها ادخال الحيوان المنوي او الخلية التناسلية
بعد تقشير البويضة الناضجة في طبقات معينة من طبقاتها التشريحية
وكذلك تغيير المحاليل المحيطة بالنواة التناسلية واضافة مواد
كيميائية تساعد على سرعة التحام الحيوان المنوي بالبويضة ومن ثم
الانقسام الى خليتين ثم الى اربع الى مرحلة تكوين الثماني خلايا
ومن ثم نقل الجنين المنقسم الى رحم الام. ثم يأتي موعد ادخال
البويضة الملقحة المنقسمة داخل الرحم ويتم هذا بعد يومين من اجراء
عملية التلقيح ويتم ادخال ما بين 2 ـ 3 اجنة داخل رحم الزوجة ويتم
اخراج المريضة من المستشفى بعد 8 ساعات تقريبا واخذ بعض الادوية
التي تساعد على تثبيت الحمل عن طريق تحاميل شرجية او مهبلية او
ابر. ويتم عمل تحليل هرمونات بعد يومين من ادخال الجنين داخل الرحم
ثم عمل اختبار للحمل بعد حوالي اسبوعين من عملية ادخال الجنين داخل
الرحم.
ان نجحت التجربة تكون محاولة الحمل ايجابية وان كانت سالبة تكون
المحاولة غير ناجحة وتكون الدورة الشهرية. ومن المعروف ان هناك
برامج واساليب مختلفة في عمليات الاباضة تعتمد على سن الزوجة وحالة
التبويض الطبيعي وكذلك على المدارس التعليمية المختلفة، ولكن في
النهاية الغرض واحد وهو الحصول على عدد معقول من البويضات من
الزوجة. ومن الملاحظات الجديرة بالذكر ان الكثير من حالات اطفال
الانابيب والتلقيح المجهري يكون الحمل فيها بأكثر من جنين (توأم)
او اكثر.
