يعرف الزواج المبكر بأنه زواج الفتاة قبل سن
الثامنة عشر وطبيا نود أن نقسمه الى
أولا: زواج قبل سن خمسة عشر عاما.
ثانيا: زواج بين 15-18 سنة.
دوافع الزواج المبكر:
1- المجتمع المصرى يتميز بأنه مجتمع محافظ يرفض تأخر سن الزواج
بالفتاة وذلك للمحافظة على الاخلاق والتقاليد وهيبة الأسرة الا أن
المغالاة فى هذا الاتجاه أدى الى ظهور مشكلة الزواج المبكر بما لها
من تداعيات صحية كثيرة.
2- الرغبة فى وجود أسرة كبيرة الحجم (العزوة) مازال فى أذهان البعض
مما يدفعهم الى الزواج من الفتاة الصغيرة.
3-غياب حق الفتاة فى المشاركة فى اتخاذ القرار و ذلك لصغر سنها.
لماذا الآن: قد يسأل سائل لماذا نتحدث الآن فى موضوع الزواج
المبكر؟ أليس هذا الموضوع منذ زمن بعيد؟ ماذا جد حتى نتحدث عنه
بحرارة هذه الأيام؟ الاجابة تكمن باختصار فى التقدم المذهل للطب فى
الـ 50 سنة الأخيرة مع وجود الاحصائيات والدراسات التى أدت الى فهم
عميق لأخطار الزواج المبكر وما هى عوامل الخطر وكيفية تجنبها. هذه
الوسائل لم تكن متوافرة من قبل فلم يكن أحد يتنبه لها.
خطورة الزواج المبكر:
الزواج المبكر قضية اجتماعية ذات أبعاد طبية خطيرة فى المجتمع
المصرى لما لها من انعكاسات على صحة المرأة والطفل والمجتمع عموما
حيث تدل معظم الابحاث والدراسات الطبية والبيئية على أن مضاعفات
الحمل والولادة تزداد بشدة فى حالات الزواج المبكر عنها فى حالات
الزواج بعد سن 18 سنة ومن أهم هذه المضاعفات تسمم الحمل وضعف
الجنين ممايؤدى الى ارتفاع حاد فى نسبة الوفيات فى الاطفال حديثى
الولادة.
مضاعفات صحية: اما نتيجة مباشرة لصغر السن وعدم نضج الفتاة أو
نتيجة الاهمال وعدم متابعة الحمل مع الطبيب
1- تسمم الحمل: هو ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل مع تورم
الساقين ونزول الزلال فى البول ممايؤدى الى تأخر نمو الجنين نتيجة
انخفاض كمية الدم المغذية للرحم. وتسمم الحمل قد يؤدى الى مضاعفات
كثيرة خاصة اذا لم تكن هناك زيارات متكررة للطبيب لمتابعة الحمل.
ومن أهم هذه المضاعفات:
1- حدوث تشنجات وغيبوبة نتيجة ارتفاع حاد فى ضغط الدم يؤدى الى
نزيف فى أغشية المخ ونسبة وفيات الأمهات فى هذه الحالة عالية جدا.
2- اختناق الجنين فى بطن الأم وذلك للقصور الحاد فى الدورة الدموية
المغذية للجنين.
3- تدخل الاطباء من أجل المحافظة على حياة الأم قد يؤدى الى حدوث
الولادة المبكرة فى كثير من الاحيان
2- الولادة المبكرة: ثانى أهم مضاعفات الحمل المبكر فى سن أقل من
18 سنة حيث تقل نسبة استعداد الرحم لتحمل الجنين فى كلا السن
الصغير (أقل من 18) والسن الكبير (أكثر من 35). والولادة المبكرة
لها تأثيرها المباشر على ازدياد نسبة الوفيات فى الأطفال حديثى
الولادة.
والجدير بالذكر أنه من بين 16500 حالة ولادة وجد أن 1662 حالة
تعانى من تسمم الحمل و الولادة المبكرة وأكثر من 50 % من هذه
الحالات يقل عمر الأم عن 18 سنة.
3- الاجهاض: تزداد معدلات الاجهاض عن معدلاتها الطبيعية فى حالات
الحمل المبكر وذلك اما لخلل فى الهرمونات الأنثوية (تفرز بمعدلات
أقل من المفروض) أو لعدم تأقلم الرحم على عملية حدوث الحمل ممايؤدى
الى حدوث انقباضات رحمية متكررة من شأنها أن تحدث نزيف مهبلى وما
يتبعه من التخلص من الجنين.
4- العدوى البكتيرية: والتى تعرف باسم حمى النفاس وتزداد معدلاتها
بشكل كبير فى حالات الحمل المبكر وذلك لنقص مقاومة الجسم وضعف
التغذية من ناحية أو كنتيجة للمضاعفات السالفة الذكر.
وحمى النفاس قد يتتبعها حدوث التهابات مزمنة فى الحوض – اضطرابات
فى الدورة الشهرية و اخيرا العقم نتيجة لالتهاب الانابيب وانتشار
الالتصاقات داخل البطن.
5- ارتفاع نسبة الوفيات: نسبة الوفيات للامهات تتزايد بشكل خطير فى
حالة حدوث الحمل المبكر أقل من 18 سنة كنتيجة للمضاعفات السالفة
الذكر وتقدر هذه النسبة بوفاة واحدة فى كل 70 حالة وهذه نسبة عالية
جدا مقارنة بالدول المتقدمة (وفاة فى كل 5000 حالة تقريبا). تزداد
فرصة حدوث هذه الأخطار فى حالة:
1- حدوث الزواج فى سن أقل من 15 سنة
2- مستوى معيشى متدنى
3- ضعف الصحة العامة للفتاة نتيجة سوء التغذية
مضاعفات اجتماعية
1- تأخر فى استكمال مسيرة التعليم
2- عدم القدرة على تنظيم عدد أفراد الأسرة
3- عدم القدرة على الارتفاع بمستوى المعيشة
4- عدم القدرة على العناية السليمة بالطفل الوليد.
5- ازدياد العبء على الدولة نتيجة ازدياد تكلفة استخدام وسائل
العلاج الحديثة وازدياد الحاجة الى الحضانات للأطفال غير مكتملى
النمو.
كل هذا يؤدى الى التقليل من فرصة الحصول على مستوى معيشى كريم
ويزيد من معاناة الفرد و المجتمع.
دور المرأة فى التقليل من أخطار الحمل المبكر:
يمكن القول أن المرأة هى الضحية فى حالات الزواج المبكر حيث تستهلك
صحتها ونضارتها لما تتعرض له من تكرار فرصة الحمل فى السن الصغير
وما قد يؤدى اليه من مضاعفات.
دور الرجل فى التقليل من أخطار الحمل المبكر:
قد يتبادر الى الذهن: هل للرجال دور فى هذا الموضوع؟ والجواب أن
لهم دور أساسى اذ أن الرجل هو الأب والاخ والزوج فعن طريق الفهم
الصحيح لهذه المشكلة يستطيع الرجل أن يوجه دفة الأسرة الى ماهو فى
خيرها ولايخفى علينا أن الرجل فى مجتمعنا يعتبر هو الأساس فى قرار
الزواج المبكر.
دور المجتمع فى التقليل من أخطار الحمل المبكر:
عن طريق رموزه يستطيع أن يقدم التوعية الصحيحة والقدوة الحسنة
لأفراد الشعب من مختلف طوائفه كما يستطيع المجتمع أن يقدم البرامج
والندوات التى تجمع الأطباء ورجالات الدين والمجتمع لتوضيح الحقيقة
وتبسيط ماصعب فهمه.