ستتمكن السيدات اللاتي يخضعن لأطفال
الأنابيب من إنجاب أطفال أصحاء، وذلك باستخدام تقنية جديدة تبدو
واعدة في الكشف عن الاعتلالات الوراثية عند الأجنة. وأوضح الأطباء
أن مرضى أطفال الأنابيب يخضعون لما يعرف بالتشخيص الوراثي قبل
الزرع، ومنه اختبار يعتمد على سحب خلية من الجنين وفحصها للكشف عن
اعتلالات وراثية معينة أو لرصد التشوهات الكروموزومية التي تزيد
خطر الإجهاض.
وقال الباحثون إن هذا الفحص يسمح للأطباء بانتقاء الأجنة التي تنتج
حملا طبيعيا وطفلا سليما رغم أن هذا الفحص محدود، حيث يمكن رصد 6 –
9 كروموزومات بكل خلية تحتوي على 23 زوجا من الكروموزومات. وأشاروا
إلى فحص آخر أكثر شمولية يسمى التهجين الجينومي المقارن لكنه
يستغرق وقتا أطول، حيث يتم مزج البويضة مع الحيوان المنوي في أطباق
مخبرية، بحيث يتم نقل الجنين الناتج إلى رحم المرأة خلال أربعة
أيام.
ولكن الأطباء بمركز سانت بارناباس الطبي في نيوجيرسي تمكنوا من
تقصير هذا الوقت من خلال فحص ما يسمى الأجسام القطبية، وهي عبارة
عن مجموعات من الكروموزومات المتبقية بعد انقسام خلية البويضة
باستخدام نوع أسرع من فحص التهجين الجينومي المقارن، حيث تختلط نصف
محتويات خلية البويضة مع المادة الوراثية للحيوان المنوي لتشكيل
الجنين، فيما يتم التخلص من النصف الباقي على شكل جسم قطبي. فإذا
ما وجد عدد غير طبيعي من الكروموزومات في هذا الجسم القطبي فذلك
يعني أن نمو الجنين غير طبيعي أيضا، وقد ينتهي الحمل بالإجهاض
غالبا أو بإصابة الطفل بمتلازمة داون المنغولي.
وأوضح الباحثون أنه بالإمكان فحص الأجسام القطبية مباشرة وكذلك
جميع الكروموزومات فيها عند فحص الجنين بعد ثلاثة أيام من الإخصاب.
واستخدم العلماء في هذه الدراسة فحص الجسم القطبي مع التحاليل
الجنينية التقليدية عند امرأة تبلغ من العمر 40 عاما، خضعت للإخصاب
الصناعي ولكنها أخفقت في تحقيق الحمل. وقاموا بسحب 12 بويضة من
المرأة وفحص 10 أجسام قطبية، تبين أن 9 منها كانت غير طبيعية
واحتوت على عدد زائد أو ناقص من الكروموزومات، وقد تطورت 7 من الـ
12 بويضة إلى أجنة. كما أكدت الفحوصات التقليدية نتائج فحص الجسم
القطبي.
ووجد هؤلاء أن جنينا واحدا فقط بدا طبيعيا، ولكن رغم نقله إلى
الرحم إلا أن المرأة لم تحقق الحمل، مشيرين إلى أن 5 – 30% فقط من
الأجنة التي تُنقل إلى الرحم في تقنية الإخصاب الصناعي تنتج ولادة
حية. ونبه الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة (الخصوبة والعقم)
إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات، وذلك قبل تقديم خدمات
فحص التهجين الجينومي المقارن إلى الأشخاص المصابين بضعف الخصوبة
والعقم، لافتين إلى أن مثل هذه التقنيات تحسن معدلات النجاح في
عمليات الإخصاب الصناعي بشكل كبير.