أطفال الحقن المجهري

لا توجد تجربة فى حياة الإنسان تضاهى ولادة
طفل فى أهميتها. مسئولية رعاية وتربية الأطفال تغير مفهوم الإنسان
عن الحياه مما يؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع.

فى معظم البلدان الغربية تصل نسبة العقم إلي 10 % و قد تعلوا عن
هذا كثيرا فى بلدان أخرى.

المرضى الذين كانوا يعانون من عقم ناتج عن انسداد تام لقناة فالوب
أصبحوا الآن قادرين على الإنجاب عن طريق العلاج بعمليات أطفال
النابيب، حيث يوضع الحيوان المنوى للزوج الى جانب البويضة المأخوذة
من الزوجة ويتم التلقيح الطبيعى ثم اعادة البويضة الملقحة الى رحم
الأم مرة أخرى.

يبقى عدد لا بأس به من حالات العقم التى يفشل معها العلاج بأطفال
الأنابيب نتيجة لفشل الإخصاب. ولهذا تم تطوير الطرق المختلفة
للإخصاب المساعد.

الحقن المجهرى أثبت أنه أحسن علاج لهذه الحالات والتى تتضمن حالات
عقم الرجال وقد تم استخدامه بكثرة فى حالات قلة أو ضعف الحيوانات
المنوية حيث لا يستطيع الحيوان المنوى اختراق البويضة.

يتم عمل هذا عن طريق تخليص البويضة من الخلايا التى تحاصرها ثم
اختيار أفضل حيوان منوى لحقنه داخل البويضة. نظرا لضعف حركة
الحيوان المنوى و شكله الغير طبيعى عند استخدامه فى الحقن المجهرى
فى معظم الحالات، يكون هناك مخاوف من زيادة احتمالات حدوث عيوب
خلقية. أيضا هناك مخاوف من نقل جينات العقم أو جينات أمراض أخرى
إلي الأطفال. ولقد وجد أن الرجال المصابون بالعقم لديهم نسبة أعلى
من العيوب فى الكروموزومات مما قد يؤدى إلي انتقال هذه الأمراض إلي
الأطفال.

التقارير العالمية المأخوذة عن المعلومات الناتجة عن الإخصاب
المجهرى يتم تجميعها واستخدامها فى تقييم احتمالات زيادة العيوب
الخلقية أو أى مضاعفات أخري نتيجة لهذا النوع من العلاج.

منذ أول ولادة لطفل عن طريق الحقن المجهرى تم عمل اتفاق عالمى يشمل
معظم المراكز التى تقوم بعذه العملية على مستوى العالم، الاتفاق
ينص على عمل تحليل كروموزومات لكل هؤلاء الأطفال، مع كشف كامل
لتشخيص نسبة حدوث العيوب الخلقية، ومتابعة خلال السنوات الأولى من
عمر هؤلاء الأطفال من ناحية الصحة البدنية والعقلية والتطور
الذهنى.

تم نشر العديد من الأبحاث فى هذا المجال مع مقارنة هؤلاء الأطفال
بالأطفال المولودين عن الاخصاب الطبيعى أو عن طريق أطفال الأنابيب
وقد توصلت الأبحاث الى أن هؤلاء الأطفال ليس بهم زيادة فى نسبة
العيوب الخلقية حيث أن هناك نسبة عيوب خلقية موجودة فى المجتمع وهم
لا يتعدون هذه النسبة.

أما فيما يخص العيوب الكروموسومية فهناك نسبة 0.5% يعانون منها فى
المجتمع وترتفع هذه النسبة الى %2- 3.5% فى الأطفال المولودين
بالحقن المجهرى وتكون النسبة قريبة الى الطبيعية فى الأطفال
المولودين بأطفال الأنابيب. وقد تم تعليل هذا الى ضعف الحيوانات
المنوية لدى الزوج فى الكثير من هذه الحالات مما يزيد من احتمالات
التلقيح بحيوان منوى يحمل عيوب كروموزومية ففى الحقن المجهرى يتم
اختراق الحواجز الطبيعية ويفقد الاختيار الطبيعى لأحسن حيوان منوى.
و يتم استخدام حيوان ضعيف لإخصاب البويضة به.

أما من الناحية النفسية والتطور العقلى والجسدى فقد وجد أن هؤلاء
الطفال ينمون نموا طبيعيا بالمقارنة مع أقرانهم من المواليد الا
أنهم يحظون باهتمام ورعاية زائدة فى المحيط الأسرى مما يضعهم دائما
تحت المجهر وهذا قد يؤثر عليهم سلبا.

يبقى أن نذكرالنسبة العالية من الحمل المضاعف (التوأم) والتى تزيد
كثيرا عنها فى الأطفال الطبيعيين وهذا يعود إلي نقل عدد كبير من
الأجنة لزيادة فرصة الحمل وهى قد تبدو مصدر للسعادة لأم و أب حرموا
من الأطفال لسنوات عديدة الا أنها تسبب للطبيب الكثير من القلق
أثناء الحمل وبعد الولادة لما تحمله من مخاطر الولادة المبكرة
وغيرها من الآثار الجانبية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *