ان الطب المبنى على الدليل المستمد من
الدراسات الاكلينيكية لهو أفضل دليل في إتّخاذ القرارات حول عناية
المرضى. في الوقت الحاضر، يواجه الطبيب بكثرة المقالات الجديدة
التي تظهر كلّ إسبوع، بحيث أصبح صعب جدا على الطبيب التفرقة بين
الغث والسمين فيما يتعلق بالاتجاهات الجديدة فى علاج المرضى.
علاوة على ذلك، فمن الصعب تقرير أي إختبار أو علاج للإنطباق في
حالة معينة بدون الرجوع الى الدراسات الطبيّة التى تتعلق بهذه
الحالة. فليس من المقبول أن يختار الطبيب طريقة العلاج على أساس
الخبرة فقط.
ان الهدف من الطب المبنى على الدليل أن يكامل أفضل دليل متوفر من
الابحاث العلمية المنشورة بالخبرة الشخصية للطبيب المعالج، ويطبقه
على حالة المريض الفردي. ان هذا التخصص الجديد يحتاج الى براعة
وتقنيات معينة يجب على الباحث أن يكتسبها حتى يستطيع تطبيقها فى
الممارسة اليومية.
ان تعلّم الطبّ المبنى على الدليل عملية تدريجية يمكنّ لكلّ شخص أن
يتعلّم بسهولة. ويتطلّب موقفا جديدا نحو المشاكل الصحية المشهورة،
والإستعداد لتغيير رأيه بين الحين والآخر وفقا للدراسات العلمية
التى تنشر بين الحين و الاخر.
نموذج للطب المبنى على الدليل
أظهرت دراسة حديثه قامت بها منظمة كوكران العالميه بأن تجهيز
الأجنه الناتجه من برنامج أطفال الأنابيب لا يعد عاملاً فعالاً من
أجل منع مضاعفات تضخم المبيضين. تعتبر منظمة كوكران العالميه رائده
في مجال الطب الحديث المستمد من الدليل العلمي الثابت بالدراسات
والتجارب مما يزيد من قيمة الدراسات التي تقوم بها هذه المنظمه
التي تنتشر فروعها في كافة أنحاء العالم إلا العالم العربي.
وكان بعض العلماء قد اقترحوا بأن يتم تجميد كافة الأجنه الناتجه من
برنامج أطفال الأنابيب والحقن المجهري بدلاً من نقلهم إلي رحم الأم
حتي نتجنب إعطاء حقنة hCG تفجير التبويض التي قد تؤدي إلي مضاعفات
تضخم المبايض وقد اجريت بالفعل بعض الدراسات الأكلينيكيه علي هذه
الفكرة إلا أن نتائج الدراسات بعد تجميعها بواسطة منظمة كوكران
أظهرت أنها ليست بذات فاعليه واضحه في هذا المجال.
