أوضحت دراسة أمريكية حديثة أن ممارسة المرأة للرياضة بانتظام
ولفترات طويلة قد يقلل من مخاطر تعرضها للإصابة بسرطان الثدى سواء
كانت فى سن الشاب أو بعد سن اليأس. وقد كشفت الدراسة النقاب عن أن
ممارسة المرأة لرياضة المشى بمعدل ميلان على الأقل ثلاث مرات
أسبوعيا يمكن أن تقلل من مخاطر إصابتها وهى فى ريعان شبابها بسرطان
الثدى بنسبة تصل إلى 33 %، ومخاطر إصابتها وهى فى سن اليأس بنسبة
تصل إلى 26%.
وقد تم عرض نتائج الدراسة فى برنامج بحوث سرطان الثدى التابع
لوزارة الدفاع الأمريكية. وقالت الدكتورة ايستر جون بمركز سرطان
شمال كاليفورنيا ان الدراسة تؤكد ما أشارت إليه تقارير سابقة بأن
ممارسة الرياضة يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدى.
وأضافت الدكتورة جون ان هذه الدراسة تشير أيضا إلى الفائدة التى
يحصل عليها الإنسان من ممارسة الرياضة عموما طوال حياته.
وقد اعتمدت نتائج الدراسة التى حصلت عليها الدكتورة جون وفريقها
البحثى على إجراء مقابلات مع 1249 سيدة ما بين سن الخامسة
والثلاثين والتاسعة والسبعين من اللاتى أوضحت آخر فحوصاتهن أنهن
مصابات بسرطان الثدى ما بين عام 1995 وعام 1998، بالإضافة إلى 1547
سيدة ممن لا تعانين من الإصابة بالسرطان. وأوضحت نتائج الدراسة
إصابة 402 سيدة من اللاتى أجريت عليهن الفحوص قبل سن اليأس بسرطان
الثدي، فى مقابل 847 ممن أجريت عليهن الفحوص بعد سن اليأس. وأشارت
جون إلى أن مخاطر الإصابة بسرطان الثدى تزداد مع تقدم العمر.
وقالت الدكتورة جون لقد شملت دراستنا النساء بدءا من سن المراهقة
وحتى سن اليأس، وقد استفسرنا عن جميع أنواع النشاطات ومنها الرياضة
التقليدية مثل المشى إلى المدرسة وركوب الدراجة والجرى ورفع
الأثقال بالإضافة إلى التمرينات الرياضية غير التقليدية مثل العمل
المنزلى، ثم قسمنا النساء إلى ثلاث مجموعات حسب مستوى نشاطهن.
وأوضحت النتائج أن النساء قبل سن اليأس فى المجموعة الأكثر نشاطا
سجلن انخفاضا فى معدل الإصابة بالسرطان نسبته 26 % مقارنة
لمثيلاتهن فى المجموعة الأقل نشاطا، بينما سجل النساء فى سن اليأس
فى المجموعة الأكثر نشاطا انخفاضا نسبته 19 % أكثر من مثيلاتهن فى
المجموعة الأقل نشاطا. وقد انخفض معدل الإصابة بسرطان الثدى بنسبة
33 % فى النساء بعد سن اليأس من اللاتى يمارسن الرياضة باعتدال
مقارنة بالنساء الأقل نشاطا.
وقالت جون إن نتائج الدراسة اوضحت الفوائد الكبيرة بالنسبة لمن
يحظون بمعامل كتلة جسم (BMI) منخفض وهو الذى قد يشير إلى لياقة
بدنية عالية. فالنساء اللاتى يتسمن بالرشاقة ممن فى سن الخامسة
والعشرين فيما أقل فى المجموعة الأكثر نشاطا سجلن 47 % أقل بالنسبة
لنمو السرطان بعد سن اليأس ونسبة 31 % أقل بالنسبة لمن لا تمارسن
الرياضة. وعندما يرتفع هذا المعامل عن 30 كجم/م مربع عند النساء فى
سن الخامسة والعشرين فيما فوق تعتبر المرأة بدينة، فى الوقت الذى
يوضح فيه ارتفاع هذا المعامل عن 40 كجم/م مربع فيمن هن فى سن
الثلاثين أو أكثر بأنهن مصابات بسمنة مفرطة.