أكدت الدراسات أن ثلاثة ملايين من المصريين ينفقون ملايين
الجنيهات سنويا على عقار الفياجرا لعلاج الضعف الجنسى وان هذا
الرقم ربما يرتفع بعد هبوط سعر الجنية وان ثمن القرص الواحد بلغ
45-50 جنيها. وذكر ان الدراسة شملت اكثر من 40 صيدلية
بالمحافظات وعددا كبيرا من أطباء الذكورة والأمراض الجلدية
والتناسلية ونسبة من الرجال والنساء. وقام بهذه الدراسة مجموعة
من المتخصصين وشركات الأدوية وكبار صيادلة مصر وذكر انها تجارة غير
مشروعة تقوم بها مجموعة من المهربين.
وهى من أبشع جرائم التهريب لانها تلتهم ميزانية الأسرة. حيث ثبت
ان متوسط إنفاق الأسرة على شراء الفياجرا شهريا من 180-300
جنيه وأوصت الدراسة بتسجيل العقار وانتاجه محليا لإنقاذ الاقتصاد
المصرى.
ويجب ألا نندهش حينما نسمع ان هناك تهافتا كبيرا على هذا العقار
فلقد ذكر ان الظهور السريع لعقار الفياجرا والتصريح بتداوله فى بحر
ثلاثة شهور وتهافت مرضى الضعف الجنسى فى أمريكا التى يوجد بها
10-15 مليونا يعانون من هذا المرض له صدى كبير لدى الكثير. إذ
بلغ عدد الوصفات الطبية التى كتبها الأطباء فى أمريكا حوالى 300
ألف تذكرة طبية كل أسبوع.
ولكن رغم التهافت على ذلك العقار إلا أن تأثيراته الجانبية قد جعلت
الكثير من أطباء أمريكا يترددون فى جعله متاحا لكل المرضى. فيوجد
حاليا عدد من القضايا قد رفعت ضد هذا العقار. هذا بالإضافة إلى
أن 16-20% من الذين تناولوا هذا العقار قد عانوا من بعض
التأثيرات الجانبية مثل صعوبة التنفس من الأنف والإسهال والصداع
وتلوث الرؤية بلون ازرق لعدة ساعات.
وتجدر الإشارة إلى أن استعمال الفياجرا مع بعض أدوية القلب التى
تحتوى على نيتروجلسرين قد تؤدى إلى الخطر. ولقد ذكر المعهد الطبى
للسكر وأمراض الجهاز الهضمى والكلى بأمريكا أن 70% من الحالات
التى تعانى من الضعف الجنسى ترجع أساسا إلى حالات مرضية وان
10-20% ترجع إلى حالات نفسية وننشر فى هذا التحقيق الإجابات
العلمية لبعض التساؤلات التى يرددها الكثير بخصوص ذلك العقار.
السؤال الآن لمن تصلح الفياجرا؟
للحقيقة فان الفياجرا قد ساعدت بعض الذين يعانون من الصعوبة
فى العلاقات الحميمة الزوجية نتيجة تناولهم أدوية لعلاج الاكتئاب
والقرحة وضغط الدم والسكر وأمراض الكلى ومشاكل الأوعية الدموية.
وتجدر الإشارة إلى أن الفياجرا لا تساعد فى حل المشاكل الرئيسية
الناتجة من سوء التغذية والضغوط النفسية الناتجة من عدم المقدرة
على الاستمتاع والتعرض لحالات نفسية فى أثناء الطفولة. لذلك ينصح
الاطباء بالعلاج النفسى لبعض الحالات التى تعانى من الضعف الجنسى
قبل إعطائها عقار الفياجرا.
لكن هل هناك أسباب أخرى للضعف الجنسى عند
الرجال؟
يرجع الضعف الجنسى عند الرجال أساسا لإعاقة سريان الدم فى
العضو الذكرى ومن هنا فان الأغذية التى تعوق سريان الدم مثل
الاغذية المرتفعة فى محتواها من الدهون او الكوليسترول والمسئولة
عن أمراض القلب هى نفس الأغذية التى تعوق سريان الدم فى الشرايين
المؤدية للجهاز التناسلى.
إذا كان ذلك كذلك فما هى علاقة الأمراض
بالضعف الجنسى؟
هناك اتجاه بين العلماء بضرورة العودة الى تنظيم الغذاء مثل
الاعتماد على الوجبات الغذائية قليلة اللحوم واللجوء إلى بعض
الإضافات والاسترخاء لذلك ينصح بتناول الاغذية المستخدمة فيها
الحبوب الكاملة مثل (رغيف العيش بالردة) والبليلة والابتعاد عن
اللحوم خاصة فى ضوء احتمال تلوث المستورد منها بالإصابة بجنون
البقر وكذلك منتجات الألبان لاحتوائها على الدهون المشبعة
والكوليسترول حتى لاتتم إعاقة سريان الدم وعدم تناول القهوة والشاى
والمياه الغازية لاحتوائها على الكافين الذى يؤدى إلى ضيق فى
الأوعية الدموية. لذلك لجأت الهندسة الوراثية إلى التعرف على ذلك
الجين الذى يقلل من الكافين وأدخله العلماء فى البن العربى. ويجب
الإبتعاد عن شرب الخمور نظرا لأنها تؤدى إلى تقليل هرمون تستوسترون
وينصح باللجوء إلى الاغذية النباتية وعدم التدخين والقيام بالرياضة
لأنها تؤدى إلى فتح الشرايين مرة ثانية وأن 82% من المرضى قد
استجابوا لذلك وأنها تفتح الشرايين مرة ثانية فى أجزاء أخرى من
الجسم.
هل تزيد الخضراوات من الكفاءة الجنسية؟
نعم، والفضل يرجع للقدماء المصريين حيث لجأوا إلى المصادر
الطبيعية من النباتات لزيادة الكفاءةالجنسية. فاستخدموا البصل
والثوم فى غذائهم فى حين لجأ اليونانيون والرومان إلى أكل الخرشوف
وفضل الصينيون المشمش.
وفى الحقيقة أن الكثير من الخضر والفاكهة يمكنها زيادة الكفاءة
الجنسية وفى الخارج ينصح العلماء بأكل البروكلى وهو شبيه بالقرنبيط
ولكن لونه أخضر.
وتجدر الإشارة إلى أن الثوم يؤدى إلى زيادة سريان الدم وإلى إنتاج
هرمون الذكورة ويؤكد ذلك مؤلف كتاب دفاع الأعشاب حيث ذكر أن تناول
5 فصوص من الثوم أو 10 أقراص من حبوب الثوم عديمة الرائحة فى اليوم
يؤدى إلى علاج الضعف الجنسى فى مدة شهر واحد. وهو ليس كحبوب
الفياجرا التى يظهر مفعولها بعد ساعة واحدة من تناولها، ولكنه أكثر
أمنا واستدامة. وتوجد فى الأسواق حبوب تنبه الذاكرة تسمى Ginkgo
Biloba تؤدى إلى سريان الدم فى جميع نقاط الجسم المرغوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن فيتامين E يؤدى إلى زيادة دورات الدم وقد تمت
البرهنة على ذلك منذ 50-60 سنة مضت. ولذلك ينصح بتناول 400 وحدة
دولية منه يوميا.
هل هناك مصادر طبيعة للحصول على هرمون
تستوسترون؟
هذا الهرمون ثبت أنه يزيد من الكفاءة الجنسية ومسئول عن
الخصوبة والرغبة ووجد أن هناك حمضا دهنيا أساسيا يسمى أوميجا-3
يعتبر بمثابة وحدة البناء الأساسية فى إنتاج هذا الهرمون. ولكن
هذا الحمض الدهنى يوجد بنسبة قليلة عند الرجال نظرا لقلة استهلاكهم
للغذاء الذى يحتويه.
فإضافة 1-3 ملاعق شاى من الزيت الحار (زيت بذور الكتان) للغذاء
يوميا يضمن للإنسان حصوله على هذا الحمض الدهنى ويعيد له الكفاءة
الجنسية. وربما يفسر هذا الأيام الجميلة التى كان يقدم فيها طبق
الفول فى الصباح ويوضع عليه الزيت الحار ويقدم على كثير من
الموائد. وتجدر الإشارة إلى أن الهندسة الوراثية تلعب دورا
رئيسيا فى تحسين البقوليات مثل الفول وتدعيمه بالأحماض الأمينية
الغنية فى الكبريت. ولقد أوضح معهد دراسة الجنس فى سان فرانسيسكو
بأن عشب avenasativa وهو شبيه بالشعير (الشيلم والشوفان) يؤدى
إلى زيادة هرمون تستوسترون ويتشابه مع عشب سرسا بارلا ولذلك ينصح
العلماء بتناول 500 مليجرام من أى منهما يوميا.
أما جذر الرجولة manroot فهو نبات أسمه panaxginsng وينصح
الأطباء بأن يتناوله الرجال فوق 35 سنة بمعدل جرام واحد يوميا.
وحاليا تستخدم شبكة الإنترنت للترويج لعشب آخر يسمى macaaudiain
تستخدم فى بيرو كوجبة غذائية. وينصح الأطباء باستخدام 4000 ميلجرم
من ذلك العشب يوميا.
هل يؤدى الاسترخاء إلى إعادة شحن البطارية
الجنسية؟
أوضحت برامج دراسة الانفعالات النفسية فى نيويورك بأنه فى
كثير من الأحيان تؤدى ضغوط العمل النفسية إلى تقليل هرمون
تستوسترون ويؤدى ذلك بدوره إلى ظهور صورة من الادرينالين والتى
تحول دون الرغبة. لذلك فرياضة اليوجا والاسترخاء والرياضة عامة
تقلل من الانفعالات النفسية.
وبعد، لقد أصبح الطريق ممهدا أمام الهندسة الوراثية للتعرف على
الجينات التى تتحكم فى المواد الفعالة للمصادر الطبيعية للنباتات
التى تعالج الضعف الجنسى وعمل نسخ منها فى مفاعلات حيوية من
البكتريا وجعلها فى متناول الذين يعانون من الضعف الجنسى دون أن
تكون لها تأثيرات على مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم وهبوط القلب.
محاذير: ولكن ما الحالات التى ينبغى فيها
عدم تعاطى الفياجرا؟
هناك حالات مرضية قد يحدث فيها استمرار اشتعال الرغبة
الجنسية إذا تم تعاطى الفياجرا معها وهو ما يسمى “بريابيزم” بغض
النظر عن الرغبة الجنسية أو المعاشرة، وقد يسبب ذلك تليف أنسجة
الجهاز التناسلى مثل حالات الأنيميا المنجلية، واللوكيميا،
وسرطان نخاع العظام، ولم يتم تجريب الفياجرا بالطبع على مثل هذه
الحالات، وذلك على الرغم من أن الفياجرا لا تحدث هذا العرض
الجانبى فى الأشخاص العاديين.
ينبغى عدم استخدام الفياجرا بالنسبة لمرضى القلب الذين يتناولوا
مركبات النيتريت، أو النيترات، مثل أدوية الايزورديل ـ نيرتومالك
ـ مونوماك ـ ايزوماك ـ سبراى ـ داى نايترا وغيرها لأن ذلك يسبب
هبوطا شديدا فى ضغط الدم قد يؤدى إلى الوفاة.
يجب عدم استخدام الفياجرا مع أى من المنشطات الجنسية أو الأدوية
الأخرى التى تعالج الضعف الجنسى، لأنه لا توجد دراسات كافية على
تأثير ومضاعفات الخليط من هذه الأدوية على الجسم.
لابد من تقييم حالة القلب قبل استخدام هذا الدواء خاصة عند المرضى
المصابين بقصور فى الشرايين التاجية أو جلطة فى القلب، حتى وإن
كانوا لا يأخذون مركبات النيترات، لما قد يصاحب تعاطيه من مجهود
بدنى فائق، فعندما يشعر المريض بالتحسن وقد يبذل جهدا لا يتناسب
مع حالته الصحية، مما قد يودى بحياته، ويسبب إصابته بأزمة قلبية
حادة.
بالنسبة للمرضى فى الحالات المرضية الخطيرة والمزمنة، مثل مرضى
الفشل الكلوى وتليف الكبد، وغيرها من الأمراض التى لا يساعد الجسم
صاحبها على ممارسة الجنس، فينصح بالتروى فى استعمال الفياجرا
بالنسبة لهؤلاء المرضى واستشارة الطبيب قبل محاولة تجربتها على
الإطلاق.