في ما وصف بأنه اختراق علمي جديد، قال علماء في مركز فيل كورنيل
الطبي في نيويورك انهم نجحوا في انتاج اول جنين من بويضة استخلصت
من أنسجة لمبيض تم تجميده لأعوام.
وانتزعت الأنسجة من مبيض امرأة ثم جمدت لفترة ستة اعوام، لتزرع
مجددا بعد اعادتها الى حرارتها العادية، داخل جسم المرأة، في موقع
تحت جلد بطنها. وقد استعادت الانسجة حيويتها بعد عملية وصلها
بالأوعية الدموية لترويتها بالدم، وأفرزت الهرمونات، وأنتجت
البويضات. وتمكن العلماء بقيادة الدكتور كوتلوك اوكتاي الذي قاد
فريق البحث، من استخلاص بويضة من انسجة المبيض المزروعة، ولقحوها
في قناني الاختبار بحيوان منوي من زوجها، وأنتجوا جنينا واحدا
زرعوه في رحم المرأة. الا ان الجنين لم يعش طويلا.
وتقدر نسبة نجاح حمل الجنين الوحيد المنتج مختبريا، الذي يزرع في
الرحم 10 في المائة، ولذا يلجأ العلماء الى زراعة بضعة أجنة.
واستخلصت الانسجة عندما كان عمر المرأة 30 عاما، وكانت تعاني من
سرطان الصدر وتتهيأ للعلاج بالأدوية الكيميائية التي تؤدي الى
أضرار أكيدة بأنسجة المبيض ووظائفه. ثم زرع الجنين في رحمها عندما
أصبح عمرها 36 عاما.
وقال العلماء الذين نشرت نتائج ابحاثهم على الموقع الإنترنتي لمجلة
«لانسيت» الطبية البريطانية، ان الجنين كان سليما، الا انهم لم
يتعرفوا بعد على اسباب عدم الحمل. وقال اوكتاي ان البحث يمثل تقدما
مهما محتملا للانجاب في مجالين: محافظة النساء على خصوبتهن بتجميد
انسجة من مبياضهن، امكانية حملهن في فترة لاحقة بعد بقاء الانسجة
مجمدة لوقت طويل.
وقال العلماء ان اهمية البحث تكمن في اعادة الخصوبة الى آلاف
النساء المصابات بسرطان الثدي، وخصوصا في مقتبل اعمارهن، اللواتي
يتوقعن علاجات بالإشعاع او بالعقاقير الكيميائية أو العمليات
الجراحية التي يمكن ان تودي الى توقف مبكر للطمث والخصوبة لديهن.
وفي تعليق على هامش البحث، حذر الدكتور جوهان سميتز الباحث
بالجامعة الحرة في بروكسل في بلجيكا، من ان عمليات تجميد انسجة
المبيض لا تزال تجريبية، وان الاطفال الذين سيولدون بواسطتها سوف
يحتاجون الى عناية طبية فائقة للحفاظ على صحتهم.
ووصف الدكتور اوكتاي فقدان الخصوبة بسبب علاج السرطان بأنه «تعاسة
لآلاف النساء»، وأضاف ان «80 في المائة من النساء اللواتي يزرن
عيادته هن من المصابات بالسرطان، 80 في المائة منهن بسرطان الثدي».
وأكد ان الطريقة العلمية التجريبية هذه تتيح للفتيات الصغار
المصابات بالسرطان، امكانات تجميد انسجة مبايضهن، بأمل اعادة
الخصوبة لهن لاحقا. وقال ان الانسجة المستخلصة من الفتيات تشكل نصف
كل انسجة المبيض المجمدة في عيادته.