تصميم اختبار لتحديد بداية سن اليأس

توصل باحثان بريطانيان إلى صياغة وتصميم نموذج طبي قادر على
تحديد بداية سن اليأس عند المرأة. هذا ما أوضحته دراسة نشرت
نتائجها في عدد يونيو 2004 من مجلة هيومن ريبرودكشن الأميركية.

فقد وجد الباحثان توماس كيزلي من جامعة سانت أندرو وهاميش والاس من
جامعة إدنبرة في بريطانيا، أنه يمكن تحديد السنوات الباقية قبل
بداية سن اليأس إذا عُرف عدد البويضات الباقية في مبيض المرأة.

من ناحية أخرى اكتشف الباحثان علاقة بين حجم المبيض وعدد البويضات،
مما يعني أنه بقياس حجم المبيض -بواسطة تقنية الموجات فوق الصوتية-
يمكن تحديد عدد البويضات الباقية تقريبا، ومن ثم تحديد “السن
الإنجابي” للمرأة.

ثم قام الباحثان بتحليل بيانات محفوظة لحوالي 14 ألف عينة مبيض،
ومنها توصلوا إلى العلاقة بين العمر الزمني وحجم مبيض المرأة. كما
قاما بتحليل بيانات 100 عينة مبيض أخرى لدراسة العلاقة بين حجم
المبيض وعدد البويضات، فوجدا أن العلاقتين متناسبتان. ومع تقدم عمر
المرأة يتناقص حجم المبيض، ومع تناقصه -سواء لتقدم العمر أو لأسباب
مرضية أو غيرها- يقل عدد البويضات، وبالتالي يقترب سن اليأس.

يذكر أن المرأة تولد بعدد ثابت من البويضات. يكون هذا العدد في
ذروته -ويقدر بالملايين- عندما تكون الأنثى جنينا عمره حوالي خمسة
أشهر. ومع النمو والتقدم في العمر، يتناقص ذلك العدد.

فمثلا عندما يحتوي مبيض المرأة على 25 ألف بويضة، فإن ذلك يدل على
أنها تقريبا في الـ37 من عمرها. وهذه نقطة مركزية في العمر
الإنجابي للمرأة، لأنه عادة ما يعقبه تسارع في فقد البويضات خلال
فترة 12–14 عاما المتبقية من سنوات الخصوبة. وعندما تصل المرأة سن
اليأس، يكون عدد البويضات قد وصل إلى 1000 فقط.

يبدأ سن اليأس في المتوسط عند سن 50 أو 51. وتشير نتائج الإحصاءات
إلى أن 95% من السيدات يبدأن سن اليأس بين 42 و58 عاما، ولكنه يبدأ
في بعض الأحيان قبل ذلك.

وثمة عامل آخر مؤثر في تحديد بداية سن اليأس، وهو عدد البويضات
المبدئية التي ولدت بها الأنثى. فكلما زاد عدد هذه البويضات كلما
زادت احتمالات أن يظهر سن اليأس متأخرا، مما يشير بدوره إلى احتمال
وجود عوامل وراثية في تحديد وقت ظهور سن اليأس.

وينتظر أن يتم تحويل ذلك النموذج الذي صممه الباحثان إلى اختبار
يجرى في العيادات لتحديد السيدات اللاتي يحتجن إلى وسائل إخصاب
مساعدة في وقت مبكر، وكذلك لتنبيه السيدات اللاتي يرغبن في تأجيل
الحمل لسبب أو لآخر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *