تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله في مركز الملك حسين
للمؤتمرات في البحر الميت تمت فعاليات الاجتماع السنوي الحادي عشر
لجمعية الشرق الاوسط للخصوبة والذي عقد بالتعاون مع جمعية
اختصاصي النسائية والتوليد الاردنية. وشارك في الاجتماع الذي استمر
اربعة ايام الف مشارك من الدول العربية والاجنبية يمثلون اطباء
الاختصاص والعلماء والعاملين فى مجال الخصوبة بالعالم.
وهدف الاجتماع مناقشة اخر الابحاث والدراسات والتطورات العلمية في
مجال العقم وطب الانجاب بمشاركة علماء بارزين وخبراء وعاملين في
مجال العقم والمساعدة على الاخصاب من مختلف دول العالم وبخاصة
المراكز المتخصصة في هذا المجال. يذكر ان جمعية الشرق الاوسط
للخصوبة بدأت كفكرة عام 1992 وسجلت عام 1993 في بيروت بهدف تبادل
الخبرات والمعارف واجراء الدراسات في موضوع الخصوبة ومعالجة العقم.
وقالت الملكة رانيا إن الجهود الطبية تساعد في تبديد معوقات علاج
العقم والأزواج ينظرون لها بتفاؤل وأمل فى أثناء افتتاح جلالتها
للمؤتمر العلمي والذي نظمته جمعية اختصاصيي النساء والتوليد
الاردنية وذلك في مركز الملك حسين للمؤتمرات في منطقة البحر الميت.
وخلال مخاطبتها المشاركين في المؤتمر والبالغ عددهم الف عالم وطبيب
ومختص من الدول العربية والاجنبية اكدت جلالتها على ان ما يتناوله
هذا الاجتماع يمثل اضافة نوعية الى رصيد خبرات المشاركين ومعارفهم
المميزة في هذا المجال مقدمة الشكر على اختيار الاردن لعقد هذا
الاجتماع الذي استمر لمدة اربعة ايام. وقالت جلالتها “انني سعيدة
بالانضمام اليكم في هذا اليوم لان هذا يتيح لي الفرصة لاعرب عن
تقديري لكم جميعا كأعضاء في جمعية الخصوبة الشرق اوسطية تجعلون
تحقيق سعادة الاخرين محور عملكم، بالنسبة للازواج الذين انتظروا
طويلا ليسعدوا بمولد جديد لهما فان ما تفعلونه اقرب ما يكون الى
المعجزة. ” واضافت “كما تعرفون جميعكم فان العقم يؤثر على الرجال
والنساء من كل خلفية، وهو امر شائع لكنه ليس ذنب احد، لكن بالنسبة
للكثير من الافراد فانه يسبب حزنا دفينا ولفترة طويلة، فعندما يبدو
ان شيئا طبيعيا مثل انجاب طفل امر بعيد المنال فان الاحساس بالعزلة
والنقص يمكن ان يكون مؤلما، وفي منطقة مثل منطقتنا حيث يحظى
الاطفال بتثمين كبير مع سعي حثيث لانجابهم، فان مشاعر الذنب والخجل
تتعزز وتتعقد. ” وقالت “ان جمعية الخصوبة الشرق اوسطية تتحدى كل
هذا، ففي عالم الصحة الانجابية نجد ان العلوم تتقدم الى الامام،
فالزوجان اللذان تشكل الابوة بالنسبة لها طموحا صادقا لكن لا
يتحقق، يملكان الآن الأمل والخيارات التي لم تتوفر امامهما من قبل.
” واضافت جلالتها “ان جهودكم تساعد في تبديد معوقات علاج العقم،
ففي هذه الايام ينظر العديد من الازواج الى تكنولوجيا المساعدة على
الانجاب بتفاؤل وأمل، فهنالك اطفال اصحاء يولدون لازواج كانوا
يعتقدون انهم لن يصبحوا آباء، كما يعايش المزيد من الناس الفرح
والقناعة التي يسببها الاطفال في حياتنا – ليس فقط الامهات والأباء
وانما الاجداد والجدات والاعمام والعمات والاطفال والخالات الجدد
ايضا”.
من جانبه قدم الدكتور سهيل المعشر رئيس جمعية الشرق الاوسط للخصوبة
الشكر لجلالة الملكة رانيا العبد الله على حضورها ورعايتها لهذا
الاجتماع الذي حضره سمو الأمير طلال بن محمد وسمو الأميرة غيداء
طلال رئيسة مجلس أمناء مركز الحسين للسرطان ومستشارا جلالة الملك
يوسف الدلابيح وعقل بلتاجي وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي السيد
يوسف العيسوي والدكتور مروان المعشر وزير الدولة لشؤون رئاسة
الوزراء ومراقبة الأداء الحكومي والدكتور باسم عوض الله وزير
التخطيط والتعاون الدولي والمهندس سعيد دروزه وزير الصحة معتبرا
ذلك تقديرا من جلالتها لجهود العلماء والاطباء والعاملين في مجال
الخصوبة ودورهم في توفير واحدة من الاحتياجات الاساسية للاسرة وهي
الامومة.
وقال ان هذا الزخم العلمي الذي اشرفت على تنظيمه وتنسيقه جمعية
الشرق الاوسط للخصوبة وجمعية اختصاصي النسائية والتوليد الاردنية
يلقي على عاتقنا واجب المثابرة من اجل التغلب على امراض العقم
وتخفيف اثارها على الزوج والزوجة والاسرة بشكل عام، مشيرا الى ان
المشكلة الحقيقية لمواجهة هذا المرض تكمن في عدم محاولتنا لعلاجه
واعتباره مشكلة خارج السيطرة في الوقت الذي اصبح فيه العديد من
الامكانيات الطبية لعلاجه وادخال البهجة الى حياة الازواج
المحرومين من الامومة.
وأضاف أن هذا الاجتماع يعتبر تظاهرة علمية هامة لما يشتمل عليه من
أبحاث ودراسات ولتواجد العديد من العلماء والأطباء البارزين في هذا
المجال الأمر الذي يوفر فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والخبرات
والمعارف. وقال علينا أن نكون شفافين وواضحين عند التعامل مع أولئك
الأزواج المحرومين وذلك بتقديم المساعدة وكل الإمكانيات الطبية
المتاحة، وعدم استغلال عواطفهم ومشاعرهم لنرهق ميزانيتهم عند عدم
الاستجابة للعلاجات الطبية.
وأكد الدكتور عبد المالك محمد عبد المالك منسق المؤتمر رئيس جمعية
اختصاصي النسائية والتوليد الأردنية على أهمية الاجتماع والذي يمثل
التعاون المشترك ما بين الجمعية ونظيراتها في العالم، ويعكس ما
وصلت إليه الأردن في المجالات الطبية من تقدم وحداثة بفضل الدعم
والاهتمام الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني. واستعرض الدكتور
عبد المالك في كلمته الأهداف والأنشطة التي تقوم بها الجمعية على
المستوى المحلي والعربي من حيث عقد المؤتمرات العلمية المتخصصة،
إضافة إلى تبادل الخبرات والأبحاث في مجالات العقم والإخصاب.
وقال أن الجمعية أصبحت حاليا عضوا في المجلس الإداري للاتحاد
العالمي للجمعيات النسائية والتوليد إضافة إلى انضمامها للأمانة
العامة لاتحاد جمعيات البحر المتوسط والمكتب التنفيذي للرابطة
العربية لجمعيات النسائية وقد انبثق عنها مجموعات منها مجموعة
الخصوبة الأردنية التي تضم العاملين والمهتمين في مجال الخصوبة حيث
نظمت مؤتمر الخصوبة الرابع في آذار الماضي في عمان، وتحث على إنشاء
المجمع العربي لجمعيات الخصوبة تحت مظلة الرابطة العربية، وتم
الإعلان عن ولادة اتحاد جمعيات الخصوبة العربية ومقرة عمان برئاسة
مصرية وبدعم من جمعيات الخصوبة العربية وتقرر أن يكون المؤتمر
الأول له في عمان في أبريل/نيسان القادم.
وقالت الدكتورة عبير عناب سكرتير عام الاجتماع أن هذا الحدث يشكل
حصيلة الجهود الدولية العلمية التي دارت خلال العام الماضي فيما
يتعلق بنتائج الدراسات والأبحاث الخاصة بموضوع الخصوبة ومعالجة
العقم ويتطرق إلى احدث التجهيزات الطبية والمخبرية التي صاحبت تلك
الدراسات. وأضافت انه تم تداول 400 ملخص دراسة وبحث طبي من خلال
لجنة الإشراف على الاجتماع والتي اختارت 100 ملخص سيتم عرضها
للمناقشة في جلسات الاجتماع ضمن 6 جلسات رئيسية و10 جلسات نقاشيه
مشيرة إلى أن أهم ما سيتم تناوله خلال الاجتماع هو الحديث ولأول
مرة حول موضوع استخدام دم الحبل السري لعلاج سرطان الدم والنخاع
الشوكي إضافة إلى العديد من الموضوعات الحديثة.
وبعد جلسة الافتتاح قام الدكتور سهيل المعشر رئيس جمعية الشرق
الأوسط للخصوبة بتكريم كل من البروفيسور البلجيكي بول ديفروي
والبروفيسور المصري جمال أبو السرور لجهودهما وانجازاتهما العلمية
في مجال العقم وطب الإنجاب. كما جرى تكريم الدكتور الأردني علي
عاقلة كأحد الرواد الأوائل في تخصص أمراض النساء والتوليد في
الأردن وفلسطين إضافة إلى تكريم شخصيات ساهمت في التحضير وعقد
الاجتماع. وقدم مستشار جلالة الملك عبدالله الثاني السيد عقل
بلتاجي محاضرة تذكارية حول الأماكن التاريخية والدينية في منطقة
البحر الميت.
وافتتح على هامش الاجتماع معرضا خاصا بالأدوية والتجهيزات الطبية
الحديثة بمشاركة العديد من الشركات المحلية والعالمية.