عن موقع طبيبك الخاص …
وبعد تأكيه على اهمية تكنولوجيا المعلومات ونشر الوعى الطبى عبر
ابواب الانترنت .. كان لابد ان نثير مع الاستاذ الدكتور حمدى السيد
نقيب الاطباء هذا الحوار حول اكثر المواضيع الطبية التى اثيرت
حولها الاقاويل الا وهو الاستنساخ ويعلق الدكتور حمدي السيد نقيب
الأطباء بأن الاستنساخ أمر مرفوض بكل الأشكال في مصر وعالميا ومن
كل الجهات والمنظمات المسئولة لأن فيه إهدارا لقدسية خلق الله.
فاذا كانت القضية هي الخلايا الجذعية والحصول عليها فان ذلك
لايحتاج إلي زراعة في معامل تلقيح خارج الرحم. وانقسام الخلايا
بالرحم يكون طبيعيا مادامت تحت رعاية طبيعية خاصة، وأن ما حدث
يمثل جريمة لايجب التهاون فيها ولايمكن أن يكون هذا الاسلوب بديلا
لزرع النخاع والخلايا المهمة لعلاج أمراض خطيرة لأن الخلايا التي
يتم تخليقها لابد أن تكون بها أمراض وراثية وهذا العمل يحتاج إلي
موافقة دينية وقانونية، وأن بعض البلاد المتحفظة لاتسمح بأن يتعدي
الاستنساخ مرحلة 130 خلية خشية أن يفلت الزمام ويكتمل نموه ويصبح
جنينا كاملا ومايترتب علي ذلك من مشاكل صحية لهذا الجنين وأخري
أخلاقية أودينية أو اجتماعية. وأن هذا الموضوع يطعن في القيم
الاخلاقية بالمقام الاول لذلك فان الاسلام ورجاله متفقون مع رجال
العلم حول خطورة هذه الخطوة، إذ أنها كارثة بكل المقاييس.
وتنازعت الآراء حول معارضة ظاهرة الاستنساخ وظهور أول طفلة من
الجنس البشري علي هذه الأرض نتيجة الاستنساخ، ودارت عواصف من
الادانة لتعارض هذا الاتجاه باعتباره يتخطي القيم والمبادئ
والأخلاق وعاملا لتدمير موازين البشرية، وآمالها. وبغض النظر عن
كل الآراء والتوجهات فإن هذا اليوم يعتبر انقلابا
خطيرا في مسيرة العلم وربما يفتح بابا لتوجيه الجهود نحو انتاج
أجزاء الجسم
التي أصابها العطب باسلوب علمي وآمن بعد التحكم في التصرفات غير
المسئولة لبعض
الجماعات.
وكان الاتجاه في البداية وحتي وقت قريب نحو استنساخ جنين بشري
للحصول علي
خلايا جذعية منه لعلاج بعض الأمراض لدي الانسان مثل السكر والسرطان
والايدز
والسكتة الدماغية. غير أن بعض الشركات العالمية خاصة في أمريكا
وانجلترا وفرنسا أعلنت أخيرا سباقا محموما لانتاج أول جنين بشري بهذه
الطريقة مما أثار
نوبة من الاحتجاجات العالمية والإدانات. وتقدمت الحكومات
بمشروعات قوانين
لتحريم هذه الأعمال التي ستدخل بالانسان مرحلة التجارة بالبشر
وإنشاء مزارع
بشرية مهما تكن حجة أصحابها بأن الابحاث تهدف لمواجهة الأمراض
المستعصية.
وفكرة الاستنساخ تتم بإستئصال بويضة من سيدة وتفريغها من نواتها
لوضع نواة
أخري مأخوذة من شخص آخر ثم توضع هذه البويضة الجديدة في حضانة حتي
تنقسم وتنمو
بشرط أن تكون الحاضنة سيدة في سن القوة والخصوبة وتتمتع بصحة
ممتازة. وبعد أكثر
من 70 محاولة تمكن العلماء في أمريكا من انتاج أول جنين بهدف
علاج الأمراض
المستعصية من خلايا أساسية من الأجنة المستنسخة ولاستبدال أنسجة أو
أعضاء
تالفة بجسم الانسان إذ ان هذه الانسجة تتميز بأن الجسم لن يرفضها
لأنها ستنتج
من خلايا نفس الشخص. غير أن كثيرا من العلماء والمفكرين استنكروا
هذا
الاسلوب باعتباره غير أخلاقي ودخوله مرحلة التجارة واستخدام النساء
للحصول علي
البويضات اما من يوافقون علي هذه العملية فيبررون هذا العمل بأنه
انساني، وان الخلايا الناتجة عن الاستنساخ قادرة علي تشكيل نفسها لتكون من
أنسجة من
نوع مثل الجلد والكلي والكبد أو الرئة وأنه يمكن الحصول علي
الخلايا من
الانسجة في حالة الإجهاض حيث يحتاج مريض شلل الرعاش مثلا إلي
نحو 6 أو 8 أجنة
للحصول علي الكم المناسب لعلاجه والذي يقدر بنحو 200 ألف خلية
عصبية.
ويوضح الدكتور رأفت منيب الأستاذ بالمركز القومي للبحوث وبأكاديمية
نيويورك
للعلوم أن الخلية سواء كانت ملقحة بالطريق العادي أو الاستنساخي
تتكاثر علي
شكل سلسلة هندسية 1، 2، 4، 8 فإذا أمسكنا بالخلية الملقحة العادية
عند الانقسام
الثالث رقم 8 فيمكن المحافظة علي رحلة التخلق بخلية واحدة،
ويمكن حفظ باقي
الخلايا لمدة أبدية تصل إلي 10 آلاف عام، حيث يمكن استدعاؤها
للحياة في أية
لحظة. وفي اليوم السادس للتلقيح تتجمع الخلايا لتكون كيسا به
مجموعة متراكبة
من الخلايا وهي 140 خلية وحتي اليوم السادس عشر وتتمتع
بالتشابه وعدم
التخصص. ثم تبدأ وتحت تأثير خاص في التحول لتتخصص كل منها من خلال
لغة كيمائية
لايعرفها العلم بعد. وفي اليوم السادس عشر تتشكل 3 طبقات من الخلايا
الخارجية
وتشكل الدماغ والحواس والغدد العرقية والسفلية وتظهر الرئتان
والكبد والأمعاء
ثم تكتمل رحلة الخلايا بتكون 710 نوايا من الأنسجة تضم 70 مليون
خلية في
نواة، وكل خلية من 23 زوجا من الكروموسومات وتضم 3 مليارات من
الحمض
النووي وتتكاثر الخلايا بطريقة مذهلة.
ويقول الدكتور محمد خليل عبدالخالق أستاذ طب الأطفال ورئيس لجنة
الهندسة
الوراثية والتكنولوجية بالمجالس القومية المتخصصة: ان هناك خطورة
شديدة
نتيجة استنساخ طفلة فرنسية لأن ذلك يدخل في ارادة الله، وما
لايتفق مع
الأديان السماوية وطبيعة الانسان والمجتمع والبشرية جميعها ولايتفق
مع
القوانين والآديان علي الأرض ويمكن تطبيق الاستنساخ من خلال أنسجة
المشيمة
والحبل السري للأم بدون أدني تأثير علي نمو الجنين وهي طريقة مسموح
بها
لمواجهة مشاكل الأمراض الوراثية وهذه الخلايا المحيطة بالجنين
استخدمت من قبل
في علاج أمراض السرطان بالدم والجهاز الدوري والليمفاوي، وأدت
لنتائج
ناجحة،, وأن الدخول لمجال الاستنساخ سيفتح علي البشرية أخطارا
لاحصر لها من
كل نوع فيه تدمير للقيم الانسانية والعلمية، وهذا ما تعارضه
أساسا أجهزة
الفتوي والتشريع الاسلامي في مصر وخارجها لأن ذلك تطاول علي العلم
وتسخير له
لتدمير الطبيعة البشرية كما يتيح استنباط نوع من البشر يحمل كل
السلبيات
والشيخوخة المبكرة وحتي لانصل بالانسان إلي مجرد قطع غيار ويصبح
الانسان حقل
تجارب.
وحول علم نقل الخلايا يقول الدكتور عبدالخالق انه علم معروف منذ
زمن بعيد
فمثلا الخلايا الموجودة فوق الكلية أو بالغدة الكظرية لمعالجة
الاصابات في
خلايا المخ والشلل الرعاش، ونقل خلايا البنكرياس بل اصبحت هناك
فرصة
للاستغناء تماما عن العضو المصاب وإحلال جديدة بدلا منه وزرعها
بالتجويف
البطني وهذا الاسلوب يعالج نحو 18 مرضا وراثيا مستعصيا أما فكرة
نقل الخلايا
الجذعية التي يتكلمون عنها هذه الأيام فهو خاضع للتجربة الآن وفي
مصر نجح
العلماء في نقل نحو10 أكباد إلي أحياء ويمكن توظيف الاستنساخ في
علاج
الأمراض بدلا من هدم القيم الانسانية.
ويضيف الدكتور جلال البطوطي رئيس جمعية رعاية الأمومة والطفولة،
أن خبر
استنساخ طفلة يعتبر صدمة حقيقية للمشتغلين في المجالات الطبية خاصة
العلاجي
والجراحي ذلك لأنه خارج عن أخلاق المهنة وهذه الواقعة هي نهاية
المطاف من
التجارب التي لايرضي بها الدين من حمل سيدة في الستين بدلا من فتاة
شابة عن
طريق الاخصاب. وتجربة شاب أمريكي في محاولة الحمل والولادة وهي
امتداد
للأعمال المنافية للآديان والأخلاق. فعندما دخلت إلي مصر نظم طفل
الانابيب
خضعت لدراسات ولقاءات عديدة حول الحقن المجهري والتلقيح الصناعي
تناولها
علماء الدين والاجتماع. وأن هذا التوجه نحو الاستنساخ لايمكن ان
يكون
سليما، فلابد أن تحدث أخطاء وحالات تشوه ومخاطر كثيرة فإذا كان
الغرض
الأساسي هو تفادي الامراض الوراثية والخطيرة فهذا لايدعونا للتدخل
في خلق الله
ويجب أن يكون المجهود موجها لأعمال طبية صالحة لاتنتج عنها تشوهات
وأمراض.
وطالب الدكتور البطوطي بوضع ضوابط لعملية الاستنساخ واصدار
القوانين المحرمة
لها باعتبارها جريمة.
ويشير الدكتور سمير حلمي رئيس قسم الوراثة بجامعة المنيا إلي انه
علي الرغم من
التقدم السريع في مجال تكنولوجيا الاخصاب الطبي المساعد كأطفال
الانابيب
وتأجير الأرحام أو الام البديلة والتشخيص المبكر قبل الولادة
والجينوم البشري وتطبيقاته والعلاج الجيني للأمراض الوراثية والاستنساخ الحيوي
والأعضاءالبشرية ومختلف التقنيات الحيوية وماتقدمه من حلول
جذرية للمشاكل
الصحية للانسان مثل العقم والتشوهات الخلقية وعلاج الأمراض
الوراثية وأمراض
الدم برغم ذلك فان عملية الاستنساخ لابد أن تعرض الانسان لمشاكل لا
نهائية من
المخاطر والمشاكل الاجتماعية، التي تؤدي لاختلاط الأنساب مما
يؤدي لانقلاب
القيم الأخلاقية وانتهاك حقوق الانسان، وكرامته والتي تتنافي مع
المعتقدات
الدينية مما يجعل الانسان في حد ذاته حقل تجارب ويفقد حرمته
وقدسيته وحقوقه
الاخلاقية، خاصة أن التجارب الأولية والنتائج المعلنة من قبل أن
الاستنساخ
يحفظ عمر الجنين في سن صاحبه ولايبدأ بمرحلة النمو الأولي مما يعجل
بشيخوخة
موقوتة في السنين الأولي.