فى نقلة نوعية في معالجة مرض السرطان الوراثي من دون استخدام أي
عقاقير او جراحة، وذلك بإجراء مسح جيني للأجنة يسمح باستبعاد تلك
التي تحمل مورثات (جينات) سرطان القولون وزرع السالمة منها في رحم
الام.
ان هذا الاسلوب الجديد مهم ليس فقط لأنه يزيل الخطر عن الاطفال
الذين يحمل أحد والديهما الجينة المسببة لسرطان القولون، بل ايضاً
لانه يلغي وجود هذه الجينة في ذريته، اي من شجرة العائلة.
وهذه الطريقة يمكن تطبيقها ايضا على أنواع اخرى من السرطان
الوراثي والامراض الوراثية مثل سرطان شبكية العين والتلاسيميا (وهو
مرض شائع في منطقة البحر المتوسط).
وعن طريقة العلاج الجديدة التي طبقت للمرة الاولى قبل ثلاثة
اسابيع، اتضح انها مشابهة لطريقة الانجاب
الاصطناعية او ما يطلق عليه “اطفال الانابيب”، حيث يتم أخذ بويضات
من الام وتخصيبها من الاب وحين يبلغ عمرها 72 ساعة، اي عندما تكون
الاجنة لا تزال مجرد مجموعة خلايا، يتم أخذ خزعة (خلية) ومسحها
جينياً، وتظهر نتيجة المسح خلال 48 ساعة. وتستبعد لاحقا كل بويضة
تحمل الجينة المسؤولة عن سرطان القولون، ثم تعاد البويضات السليمة
(او واحدة منها) الى رحم الام لينمو الجنين بصورة طبيعية خاليا من
خطر الاصابة بالمرض الذي اصيب به أحد والديه. ويظهر مرض سرطان
القولون الوراثي عادة بين سن العشرين والاربعين، ونسبة احتمال
انتقاله من الاب أو الام الى الجنين تبلغ 50 في المئة.
وأثار الحصول على ترخيص من “هيئة التخصيب والاجنة
البشرية” البريطانية الحكومية جدلاً في مجلس العموم الذي دعا رئيسة
الهيئة سوزي ليذر لسؤالها عن سبب عدم اطلاع المجلس او الجمهور على
طلب الترخيص، خصوصاً ان مثل هذه المواضيع الحساسة تتطلب نقاشاً
أوسع، لا سيما وان مرض سرطان القولون يمكن معالجته بالجراحة. ويخشى
النواب وهيئات اخلاقيات مهنة الطب ان يؤدي انتشار هذه الطريقة الى
انجاب اطفال “وفق الطلب”.