نقلا عن موقع إسلام أون لاين، أفادت دراسة
فرنسية حديثة أن عملية الختان التي يتم إجراؤها للذكور تقيهم بدرجة
كبيرة من الإصابة بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة
“الإيدز”. وأوضحت الدراسة التي تم عرضها أمام المؤتمر الدولي
الثالث للإيدز التي اختتمت أعماله يوم الأربعاء 27 – 7 – 2005 في
مدينة ريو دي جينيرو البرازيلية أن الرجال الذين أجريت لهم عملية
الختان أقل عرضة للإصابة بالإيدز مقارنة بغير المختونين بنسبة تصل
إلى 65%.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نتائج الدراسة التي أجراها
فريق طبي من الهيئة الوطنية الفرنسية للأبحاث برئاسة الدكتور
ديرتران أوفيرت حول تأثير عملية ختان الذكور على انتقال مرض الإيدز
من الإناث للذكور. وقال الدكتور أوفيرت: إن الدراسة أجريت في
الفترة ما بين عام 2002 و2005 في مدينة أورانج فارم بمنطقة جوتنج
بجنوب أفريقيا حيث قام فريق البحث بفحص عينة عشوائية تضم أكثر من 3
آلاف رجل من غير المصابين بالإيدز تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما،
وتم إجراء عملية ختان لحوالي نصف أفراد العينة، وبقي النصف الآخر
بدون ختان.
وتلقى أفراد العينة استشارات ونصائح حول كيفية الوقاية من الإيدز
الذي يصيب 32% من الإناث البالغات بالمنطقة، وبعد 21 شهرا اكتشف
الباحثون إصابة 51 شخصا من غير المختونين بالإيدز، بينما أصيب 18
شخصا فقط من المختونين، بحسب أوفيرت.
وقال الدكتور أوفيرت: “لقد كان هناك حدس غير مؤكد بأن ختان الذكور
يحمي من الإيدز؛ لذا كان لا بد من إجراء دراسة علمية دقيقة للتأكد
من ذلك، وهذه هي أول دراسة منضبطة على عينة عشوائية”. وأوضح أنه
للتأكد من فعالية الختان يتم إجراء 3 دراسات حاليا حول الموضوع.
والختان هو قطع الجزء الزائد في الأعضاء التناسلية التي يولد بها
الإنسان، وهو لدى الذكر الجلدة التي تكون فوق رأس العضو الذكري
وتسمى “قلفة”. ويرجع الباحثون الحماية التي يوفرها الختان إلى
اعتقادهم بأن القلفة هي أكثر المناطق عرضة للإصابة بالإيدز؛ لأنها
تحوي خلايا يستطيع الفيروس غزوها بسهولة، كما أن هذا الفيروس يفضل
العيش في بيئة دافئة ورطبة مثل تلك الموجودة تحت القلفة.
من جانبه قال الدكتور تشارلز جيلكز مدير ومنسق مشروع المعالجة
والوقاية التابع لمنظمة الصحة العالمية: “تعتبر هذه النتائج مبشرة
جدا، إلا أننا نؤكد على الحاجة إلى وضع النتائج في سياقها لكي نعرف
فوائد الختان؛ ولذلك نحتاج إلى دراسات أخرى”.
وأعلنت هيئة مكافحة الإيدز التابعة للأمم المتحدة أنه “رغم أن
الدراسة كشفت عن فعالية وقائية واعدة لعملية ختان الذكور ضد مرض
الإيدز فإن الوكالة تشدد على وجوب إجراء المزيد من الأبحاث”.
وأضافت أن هناك دراستين يجري إعدادهما في كل من أوغندا وكينيا سوف
تقدمان مزيدا من الأدلة.
وقالت كاترين هانكنز كبيرة المستشارين العلميين للهيئة: “إنها
مسألة في غاية الحساسية، وليست مجرد قضية طبية”، مضيفة أنه “يجب
استخدام الختان في مكافحة الإيدز كجزء من مجموعة إجراءات وقائية
مثل استعمال العازل الطبي”. وأشارت إلى أن الهيئة الدولية بصدد
إعداد خطة لتأهيل الأطباء لإجراء عمليات ختان آمنة في ضوء احتمال
تزايد الطلب على إجرائها في المستقبل القريب.
غير أن مسئولين آخرين أبدوا تخوفهم من أن تزايد الطلب على إجراء
هذه العملية قد يزيد من أعداد العمليات التي يقوم بها غير
المتخصصين، والمعالجون الذين يعتمدون على السحر في العلاج، وهو
الأمر الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالإيدز بدلا من منعها.
كما أشاروا إلى أن الإحساس بالأمان الخادع بعد إجراء العملية قد
يفضي إلى سلوكيات تزيد من مخاطر الإصابة بالإيدز، بالإضافة إلى
تقليل الاعتماد على وسائل الحماية الأخرى مثل العازل الطبي. وتقدر
منظمة الصحة العالمية عدد حاملي فيروس الإيدز على مستوى العالم بـ
30 مليونا.
ومن جانب آخر أوردت هيئة بى بى سى البريطانية تحت عنوان “الختان
يساعد في منع انتشار إتش آي في” أن دراسة جديدة أشارت إلى أن
الختان يمكن أن يمنع انتشار فيروس إتش آي في بين الذكور.
وأجري البحث على أكثر من ثلاثة آلاف رجل في جنوب أفريقيا وقامت به
الهيئة الفرنسية للايدز والالتهاب الكبدي الفيروسي.
وأظهرت البيانات، التي أعلنت في مؤتمر في البرازيل، أن ختان الذكور
منع سبعة من أصل عشر حالات من الاصابة بالفيروس الذي يعتقد أنه
مسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز). لكن المنظمات الصحية
التابعة للامم المتحدة نبهت إلى الحاجة إلى مزيد من الابحاث قبل أن
توصي بالختان كوسيلة للحماية من الايدز.
وكانت الدراسات السابقة قد أشارت إلى أن نسبة الاصابة بفيروس اتش
أي في بين الرجال الذين أجريت لهم عملية الختان منخفضة. ويعتقد أن
خلايا القُلفة (جلدة العضو الذكري التي تقطع أثناء الختان) أكثر
احتمالا للاصابة بفيروس اتش أي في عن الخلايا الجلدية في الاجزاء
الاخرى للعضو الذكري، وبذلك فإن إزالة القلفة يقلص إحتمال الاصابة
بالفيروس.
وتجرى مزيد من الدراسات في أوغندا وكينيا لقياس تأثير الختان على
الشعوب الاخرى. وفي حال ظهور نتائج مماثلة فقد يستخدم الختان
كوسيلة جنبا إلى جنب مع الواقي الذكري للوقاية من فيروس اتش أي في،
حسبما ذكرت مراسلة بي بي سي التي حضرت المؤتمر في ريو دي جانيرو.
لكن تطبيق هذا الاجراء على نطاق واسع لن يكون سهلا. حيث أنه سيكون
من الصعوبة بمكان ضمان تطبيق أساليب آمنة وتغيير عادات ثقافية
واجتماعية نحو ختان الذكور.