طور العلماء في اسكوتلندا أول كمية نقية من
خلايا جذرية عصبية انطلاقا من خلايا جذرية، أو خلايا المنشأ، تعود
لجنين بشري.
ويساعد هذا النوع من الخلايا في بناء المخ والجهاز العصبي المركزي،
أما هدف العلماء على المدى الطويل فهو استخدام هذه التقنية الجديدة
لتنمية نسيج دماغي بديل لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات
عصبية مثل مرض الشلل الرعاشي(باركنسون) ومرض الخرف (الزهايمر).
ورغم أن استخدام هذه التنقية لهذه الغاية ما يزال بحاجة لمزيد من
الوقت إلا أنه سيكون من الممكن عما قريب استخدام هذه الخلايا
لاختبار فاعلية عقاقير علاجية تجريبية.
كما من شأن هذه الخلايا أن تساعد الباحثين على اكتشاف كيفية نمو
المخ، والخلل الذي يحدث عندما يصاب الإنسان باضطرابات عصبية.
يذكر أن الخلايا الجذرية -أو خلايا المنشأ- هي عبارة عن خلايا
أولية يمكن أن تتمايز لاحقا فتتطور لتشكل أنسجة مختلفة كالجلد أو
الشعر أو الأعضاء الداخلية وما إلى ذلك. ويمكن لهذه الخلايا أن
تكون جنينية أو بالغة.
وأبدى الدكتور ستيفن بولارد في جامعة “إدنبرة” غبطته العظيمة من
هذا الإنجاز لما له من أهمية في إمكانية شفاء أمراض عصبية في
المستقبل.
وقال بولارد:”قد يمكننا أن نوجد مرضا في طبق تجارب، إذا استطعنا
فعل ذلك سيكون ممكنا لنا أن نفهم بشكل أفضل طبيعة المرض فضلا عن
اختبار عقاقير عليه”.
يذكر أن باحثين كانوا قد أجروا محاولات في السابق لتطوير خلايا
عصبية، لكن ما حصلوا عليه كان مجرد عينات ملوثة لم يكن بالإمكان
استخدامها بصورة علمية.
ويأتي هذا الإنجاز بعد ثلاثة أشهر من إعلان فريق علماء في جامعة
نيوكاسل بأنهم نجحوا في إنتاج أول جنين مستنسخ باستخدام بويضات
متبرع بها ومادة وراثية من خلايا جذرية. وكانت تلك أول مرة في
بريطانيا يتم فيها استنساخ جنين بشري.
يذكر أن عملية الاستنساخ تلقى انتقادات من رجال الدين ودعاة
الأخلاق الإنسانية باعتبار أنها عملية غير أخلاقية تنتقص من قيمة
الكائن البشري.