توصل باحثون أمريكيون في مركز “فـْريد
هاتشينسون للسرطان” إلى أن مرضى سرطان الدم الذين تلقوا خلايا
جذعية -أو خلايا المنشأ- زرعت في أجسامهم هم أصحاء مثل أقرانهم
وذلك بعد أن عادوا لفحص هؤلاء المرضى بعد 10 سنوات من عمليات
الزرع. وأظهرت الدراسة أن هؤلاء المرضى كانوا طبيعيين ولا
يمكن تمييزهم عموما من بين بقية السكان.
لكن البحث الذي نشر في مجلة “علم الأورام السريري” والذي أجري على
137 مريضا توصل إلى أن نسبة حدوث بعض أشكال المرض كانت مرتفعة.
يذكر أن أكثر من 45.000 مريض يتلقون عمليات زرع لخلايا جذرية في
أنحاء العالم كل يوم. لكن الباحثين الأمريكيين يقولون إن المعلومات
المتوفرة حول تطور العملية على المدى الطويل قليلة.
وأجريت الدراسة على مرضى زرعت لديهم خلايا جذرية لاستبدال الخلايا
التي تكون الدم في نقي ( أو مخ) العظم. وقد تمت مقارنة الحالة
الصحية ل 137 مريضا ممن تلقوا عمليات الزرع تلك بين آذار مارس 1987
ومارس آذار 1990 مع 137 شخصا سليم الجسم من أقارب المرضى.
وقد تم سؤال المرضى عن نحو 85 مرض وعارض مرضي سواء كانت موجودة في
السابق خلال ال 10 سنوات الماضية أم لم تعد تشكل أي مشكلة.
ووجد العلماء أن مجموعة المرضى الذين تلقوا عمليات الزرع كان معدل
أمراض وأعراض مثل الربو والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع
الكوليسترول فضلا عن الصحة النفسية والقناعة بالوضع العائلي
والوظيفي كانت متشابهة مع المجموعة السليمة من الأشخاص في الدراسة.
لكن وجد الباحثون وجود نسبة مرتفعة من المشاكل “العضل ِ – هيكلية”
مثل التصلب والتشنج وانخفاض مستوى الصحة الجنسية على المدى الطويل
ومشاكل في المجاري البولية. كما اكتشف الباحثون وجود مشاكل صحية لم
يتم تشخيصها بشكل دقيق في حالتهم في السابق.
هذا ووجد الباحثون أن 10% من المرضى الذين نجوا من سرطان الدم بفضل
زراعة خلايا منشأ في أجسامهم والذين انتكست حالتهم قد عادوا وشهدوا
تحسنا في وقت إجراء الدراسة.
وتقول الدكتورة “كارين سيرجالا” التي أشرفت على الدراسة: “حقيقة أن
المرضى يمكن أن يصابوا بانتكاسة ثم يبقوا أصحاء ويعيشون حياة كاملة
بعد عشر سنوات ويبدون مثل أي شخص أجريت له عملية زرع دون انتكاس
حالته الصحية لهو خبر سار حقا.”
ويقول الدكتور “ستيفن مينغر” مدير “مخبر بيولوجيا خلايا المنشأ” في
“كينغز كوليج” في لندن: “هذا دليل على مبدأ أن العلاج
بالخلايا الجذرية ينجح عندما تستبدل الخلايا الدموية بخلايا
دموية.” ويضيف الدكتور مينغر:”الأمل باستبدال خلايا قلب ميت
بخلايا قلب سليم، واستبدال خلايا دماغ ميت بخلايا دماغ سليم- تلك
هي الخطوة التالية.”