أقيم في مدينة الإسكندرية مؤتمر حول الخصوبة
والعقم تحت رعاية وزير الصحة المصري الدكتور محمد عوض تاج الدين
والأستاذ الدكتور محمد عبد الله رئيس جامعة الإسكندرية والدكتور
عبد العزيز بلال عميد كلية طب الإسكندرية. وشارك في المؤتمر الذي
عقد هذا الاسبوع، نخبة من الأساتذة الأجانب العاملين في مجال
العقم، وكذلك عدد كبير من الأساتذة العرب والمصريين المتميزين في
هذا المجال.
وناقش المؤتمر التقدم في بيولوجيا التكاثر، والرؤى والتحديات. وقال
الدكتور محمد سمير ياقوت السهوي أستاذ أمراض النساء والتوليد كلية
طب جامعة الإسكندرية ان مشكلة الخصوبة مشكلة عالمية. وهي ظاهرة
عامة تخص التلوث البيئي الذي يؤثر علي عملية العقم، اذ ان التلوث
يؤثر كثيرا علي عملية الإنجاب والعقم وأيضا علي خصوبة المرأة،
مشيرا إلى أن الغذاء الملوث في مصر والذي يحمل إشعاعا هو المسؤول
الأول عن عقم الرجال. ورغم هذا فإن نسبة بسيطة من الشعب المصري لا
تتعدى 10% تعاني من عملية العقم بينما تصل النسبة في أفريقيا الى
60%.
وحول معاناة بعض الشباب من العقم، وأن بعضهم لا يقبل علي الزواج،
قال السهوي ان الحالة الاقتصادية تؤثر تأثيرا كبيرا علي الشباب،
حيث ان الشباب يعاني من البطالة لمدة سنوات طويلة ويتعرض لضغوط
نفسية تتسبب في عملية العجز النفسي.. وكذلك بعض الشباب حينما
يتزوج، يحدث له نزيف نفسي من المشاكل، التي كان يعانيها قبل الزواج
تتسبب في عملية العقم.. ويحدث عنده نوع من العجز الجنسي.
وقال انه بالنسبة للسيدات فإن الجنس يتكون في المخ بنسبة 90%، فإذا
كانت هناك مشاكل نفسية تجعل السيدة غير مقبلة على الجنس، مشيرا إلى
أن من المشاكل الرئيسية في عملية الضعف الجنسي لدى السيدات الختان،
وخاصة إذا كان مبالغا فيه. حيث أن الختان يحرم البنت من أجزاء
حساسة جدا.. كما انه يحرمها من الاستجابة.
الدكتور نبيل أمين استشاري أول المسالك البولية وطب وجراحة الجهاز
التناسلي للذكور بجامعة المنصورة قال إن الضعف الجنسي له أنواع،
فمنها النفسي، وهذا المريض يحول إلى طبيب نفسي، أما الضعف العضوي
فله ثلاثة محاور في العلاج بالأدوية العادية.. والعلاج بالأجهزة..
والعلاج الجراحي. وأنا أقول للشباب الذي تستهويه المنشطات أن
الأداء الطبيعي مهم جدا، فالاعتدال شيء طيب، خاصة أن لكل جسد
قدرته، وتحميله فوق طاقته بالمنشطات ضار جدا… ووجدت من خلال
مرضاي أن الذين يعانون من مشاكل القذف السريع والذين يستخدمون
«الاسبراي» دمرت عندهم نهايات الأعصاب في هذا المكان، الذي يقومون
بالرش عليه لاطالة الجماع، وهنا يتحول هؤلاء الى ضعفاء جنسيا، بعد
ان كانوا أصحاء.
وحول ما ان كان سلس البول مرض يمنع زواج البنت، قال امين ان هناك
جراحة تجري لتخليص البنات من مرض سلس البول. وتكمن خطورة هذا المرض
في انه يصيب صاحبته بالاكتئاب ويجعلها غير قادرة علي ممارسة حياتها
الطبيعية، والجراحة الجديدة لا تستغرق سوى نصف ساعة، وتتم تحت مخدر
موضعي وتغادر المريضة المستشفى في نفس الوقت، مشيرا الى ان السلسل
البولي مرض معروف منذ زمن، فهو ليس حديثا مثل الأمراض التي نتجت عن
المدنية الحديثة، وهو عبارة عن عدم القدرة على التحكم في البول،
فمثلا عندما يضحك الإنسان بشدة او حتى يسعل اذا كان مصابا بهذا
المرض سوف تجد ملابسه الداخلية قد بللت من خلال خروج المياه من
فتحة البول الطبيعية.
والمعروف ان هذا المرض هو مرض نسائي في الغالب، ولذلك فهو يعتبر
مشكلة عويصة وعميقة لما يسببه من آلام نفسية، وهذا لا ينفي انه
يصيب الرجال، وهذا المرض يصيب الإنسان في أي مرحلة، ولكنه يكثر بعد
سن الأربعين تتأثر به 35% من السيدات فوق سن 35 سنة.
وعن أسباب العقم لدى الرجال قال أمين: إن أسباب العقم عند الرجال،
إما ان تكون خلقية أي ان هناك عيبا في الجهاز التناسلي موجودا منذ
الولادة او أسبابا مكتسبة، والأسباب الخلقية تتمثل في انسداد في
البربخ او الأحبال المنوية او عيوب خلقية في تكوين الخصية او عضو
الذكورة اذا كان هناك ما يؤثر علي عمله ووظيفته كما يحدث في بعض
الحالات التي تفتتح فيها قناة مجري البول في السطح السفلي للعضو،
ويكون عليها بعض التليف الذي يؤثر على وظيفة العضو وقدرته على
القيام بتوصيل السائل المنوي الى المنطقة المناسبة في الجهاز
التناسلي عند الزوجة.
وأضاف أمين أن الأسباب غير الخلقية وتشمل اضطرابات وظيفة الغدد
الصماء في الجسم مثل الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدة فوق
الكلوية، حيث ان الاضطرابات الهرمونية في الجسم بالزيادة او
النقصان تؤثر علي وظيفة الغدة التناسلية أي الخصية، كما هو الحال
في زيادة او قصور وظيفة الغدة النخامية في انتاج هرمونات
«الجونادوتروفين» وهي الهرمونات التي تتحكم في وظيفة الخصية. ايضا
زيادة او قلة نشاط الغدة الدرقية والغدة فوق الكلوية وجد انها تؤثر
على وظيفة الخصية وبالتالي على الإنجاب.
وانسداد الاحبال المنوية والبربخ بعد الالتهابات التي تعقب أمراض
الجهاز التناسلي، وخصوصا البلهارسيا والدرن والأمراض التناسلية
التي تصيب مجري البول وغدة البروستاتا مثل مرض السيلان والتهاب
مجري البول غير النوعي. وهكذا نجد ان العقم عند الرجال له أسباب
كثيرة جدا، ويمكن علاجه، إما بالأدوية او العقاقير او الهرمونات او
بالعمليات الجراحية إذا لزم الأمر، وهناك حالات أخرى لا يوجد لها
علاج فعال حتى الآن، ولكن التقدم الطبي وأبحاث زراعة الأعضاء في
الجسم تشير إلى كثير من الأقل في علاج الحالات المستعصية والتي
يصعب علاجها حاليا.
وقال الخبير الفرنسي بولي جين لوك أستاذ الإخصاب المجهري بفرنسا ان
نسبة العقم لدى الشعب الفرنسي مرتفعة قليلا عن الشعب العربي، مشيرا
الى ان هناك دراسة مقارنة بين الوسائل المختلفة لتنشيط المبيض
واستعمال الأساليب الحديثة في هذا التنشيط حتى يتم الحصول على
مبيضات جيدة وأجنة جيدة تستطيع ان تلتصق بجدار الرحم وينتج عنهما
حمل، لافتا الى ان هناك علاقة بين سن الزوجة ومدى النجاح في عملية
الحمل، حيث ان الدراسات أثبتت ان اكثر سن مناسب يكون قبل سن
الأربعين، وان نتيجة الإخصاب المساعد بعد هذا السن يحدث فيه مشكلة.
وأضاف لوك ان عوامل التلوث البيئي تكون اكثر في بلاد أوروبا
المتقدمة، ولا يكون هذا في صالح الإخصاب، لأنه يقلل من القدرة
الإنجابية. وكذلك توجد في أوروبا أمراض تناسلية تكون اكثر بكثير من
الموجودة في البلاد العربية بسبب عدم الالتزام.