تأخر سن إنجاب الفرنسيات

شهدت سن الإنجاب لدى الفرنسيات على مدى ربع
القرن الأخير تحولات لافتة أفرزت تأخرا
في متوسط هذه السن مما جعل الأطباء يشتكون قلة الحيلة في مواجهة
مشاكل العقم.

فقد استأثر مواليد الأمهات اللاتي تتجاوز أعمارهن 35 عاما بنسبة
17.5% من إجمالي المواليد في فرنسا خلال
عام 2004 علما بأن نسبة مواليد الأمهات الأكثر
من 40 عاما بلغت 3.3%.

وأظهرت دراسة أعلنها المعهد الوطني للإحصائيات والدراسات أول أمس
الجمعة، أن نسبة مواليد الأمهات الأكثر
من 35 عاما تقدمت من 8% عام 1980 إلى 14% عام
1995.

ولفت المجلس الأعلى للسكان والأسرة إلى المخاطر التي تحيق بصحة
النساء من جراء الحمل الأول المتأخر
ومنها الإصابة وارتفاع ضغط الدم مع احتمال تعسر
الوضع، كما تتزايد احتمالات إصابة تشوه الجنين والولادة
المبتسرة والإعاقة.

إلا أن أجواء التحذير المحيطة بنتائج الدراسة لا تجد إجماعا وسط
الأطباء الفرنسيين المتخصصين، فالطبيب
برونو كاربون الأمين العام للمعهد الوطني
لأطباء أمراض النساء والقابلات علق بقوله أنه “يشتاط” غضبا
كلما روت له أمٌّ كيف أن طبيبها وبّخها
لأنها حملت في هذه السن.

وقال كاربون إنه يجب إرشادهن بدلا من إثارة المخاوف أو الضغط على
أعصابهن موضحا بأنه لا توجد رسالة موحدة
يمكن توجيهها لجميع الحوامل، فالمرأة المدخنة
أو المصابة بمرض السكري البالغة من العمر ثلاثين عاما تتعرض
لمشاكل عند الحمل تفوق ما تتعرض له أمٌّ
في الأربعين تتمتع بصحة جيدة.

وقد كشفت الدراسة عن جانب آخر مثير في نفس الظاهرة، إذ تقدم متوسط
سن الإنجاب من 24 عاما في عام 1974 إلى
29.6 عاما في العام الماضي. الأمر
الأكثر مأساوية هو أن تكتشف المرأة المتقدمة في العمر مشكلة تتعلق
بالخصوبة حيث حينها لا
يوجد وقت كاف للوصول إلى حل.

وذكرت الطبيبة نيكول مامل المتخصصة في الأوبئة الخاصة بفترة الحمل
والولادة أنه “فيما يتعلق بالإنجاب
المتأخر يجب تبني خطاب يعنى بالتفاصيل وعدم اللجوء
إلى الخلط”، مشددة على ضرورة التفريق بين الأمهات اللواتي
يلدن في سن متأخرة للمرة الأولى عن
اللواتي يلدن طفلهن الثاني أو الثالث.

وقالت إن إثارة الخوف على هذا النحو من شأنه أن يثبط عزيمة الأمهات
عند الإنجاب للمرة الثانية أو الثالثة
“فالكتابات الواردة في هذا المجال لا توضح
أن الأمهات اللواتي ينجبن لأول مرة (في هذه السن المتأخرة)
معنيات أكثر من غيرهن” بتلك المخاطر
الصحية.

وأفادت الدراسة التي نشرها المعهد الوطني للإحصائيات والدراسات أن
الأمهات لأول مرة يمثلن فقط نسبة 16% من
الشريحة العمرية الممتدة بين 37 و39 عاما
و16% لمن تجاوزن الأربعين من العمر.

وعبر برونو كاربون عن قلة حيلة الأطباء رغم ما تحقق من إنجازات
عديدة في مواجهة مشكلة العقم، قائلا إن
الأمر الأكثر مأساوية هو أن تكتشف المرأة في
الأربعين من العمر مشكلة تتعلق بالخصوبة، حينها لا يكون
لدينا ما يكفي من الوقت للوصول إلى حل.

أما الطبيب جاك دو موزو المتخصص في الإخصاب في المعهد الوطني للصحة
فقد علق على الدراسة بقوله إن نسبة
النجاح في علاج العقم تتراوح بين 25% و28% في
الثلاثين من العمر، وتتراجع إلى أقل من 15% في الثامنة
والثلاثين، ثم تبلغ 5% بالكاد في
الثانية والأربعين”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *