الحشيش قد يسبب حدوث الحمل خارج الرحم

أظهرت دراسة أمريكية أن التفاعلات
الكيميائية للحشيش، الذي يستخرج من نبات القنب الهندي، تؤثر على
حركة الجنين خلال مرحلة إنتقاله من قناة فالوب إلى الرحم، وبالتالي
تزيد من إحتمالات حدوث حمل خارج الرحم.

ويعتقد الباحثون الأمريكيون أن المواد الكيميائية المستخرجة من
نبات القنب الهندي تؤثر على تطور الحمل، حيث أظهرت تجارب أجريت على
حيوانات أن التفاعلات الكيميائية لمكونات النبات تؤثر على حركة
الجنين خلال مرحلة انتقاله من قناة فالوب.

وقال علماء جامعة “فانردبيلت” لمجلة “ناتشر ميدسين” العلمية إن
النتائج التي حصلوا عليها قد تكون مهمة لفهم سبب حدوث الحمل خارج
الرحم عندما يبدأ الجنين في النمو قبل وصوله إلى الرحم.

وينصح البحث بإجراء مزيد من الدراسات للكشف عما إذا كان استخدام
الحشيش من شأنه أن يزيد إحتمالات الحمل خارج الرحم. يذكر أنه في
حالة الحمل الطبيعي، تتحرك البويضات من المبيض إلى الرحم عن طريق
قناة فالوب حيث يتم تخصيبها هناك قبل أن تستمر في طريقها إلى الرحم
حيث تستقر في جداره وتبدأ بالإنقسام والنمو.

بينما يحدث الحمل خارج الرحم عندما تتخذ البويضة المخصبة مسارا
بديلا وتستقر خارج الرحم، وعادة ما تستقر في هذه الحالة في إحدى
قناتي فالوب، إلا أنها قد تقف أيضا عند أحد المبيضين أو في مكان
بتجويف البطن أو عنق الرحم.

وقالت الدكتورة سوزان دي وزملائها إن الحشيش هو أكثر المخدرات
المحظورة التي تستخدمها الحوامل شيوعا وهناك مخاوف بشأن أثاره
السلبية لدى استخدامه أثناء فترة الحمل. وقد اكتشف الباحثون بالفعل
وجود مستقبلات في جنين فأر استجابت لمشتقات كيميائة من نبات القنب،
ووجدت نفس المستقبلات تقريبا في أرحام بشرية.

وقد قرر فريق بحثي برئاسة الدكتورة إجراء دراسات حول دور هذه
المستقبلات عن طريق إيقاف تفاعلاتها، ولاحظوا لدى وقف تفاعلات هذه
المستقبلات تتوقف الرحلة الطبيعية للجنين عبر قناة فالوب نحو
الرحم.

وقال الباحثون إن النتيجة التي توصلوا إليها كان لها أثر كبير في
فهم ودراسة حالة الحمل خارج الرحم في السيدات، غير أنهم أكدو على
أن “مسألة العلاقة بين تناول مشتقات القنب والحمل خارج الرحم
لاتزال قيد البحث”.

وأوضح الباحثون أن “نتائجهم جميعها تصب في اتجاه تنبية السيدات في
سن الإنجاب إلى ضرورة إتخاذ الحيطة بشأن كثرة تعاطي الحشيش
للإسترخاء أو لتخفيف الآلام”.

وأضاف الباحثون أنه “من المعروف أن تدخين التبغ يزيد احتمالات وقوع
الحمل خارج الرحم، وقد ثبت أنه يبطئ رحلة جنين الفأر في مساره داخل
الجهاز التناسلي لانثى الفأر”.

وقال البروفسير بيل ليدجر، استشاري أمراض النساء والولادة بجامعة
شيفيلد، إن الابحاث بشأن استكشاف احتمالات وجود مستقبلات لمشتقات
القنب في قنوات فالوب أمر شيق ويستحق مزيدا من الدراسات. وأضاف:
“لكن تأكيد الصلة بين تدخين النساء للحشيش والحمل خارج الرحم
لايزال خطوة بعيدة جدا” . وأوضح البروفسير أن السبب الرئيسي
المعروف الآن للحمل خارج الرحم هو “العدوى التي تنتقل عن طريق
الإتصال الجنسي، وأمور أخرى تضر بقنوات فالوب مثل الإلتهابات وآثار
الجراحات السابقة”.

وأضاف “نعلم بعض الأسباب التي تزيد احتمالات وقع هذه الحالة،
ونتقدم في علاجها وفي الدراسات التي تجرى بشأنها إلا أننا نحتاج
لمزيد من الدراسات لمعرفة السبب الاساسي لحدوثها”. وقال ليدجر”هناك
تقصير في هذا الجانب من الدراسات على الرغم من وجود حالة حمل خارج
الرحم بين كل 80 سيدة حامل”

من جانب آخر أكدت سيو جاكوب من كلية “ميدوايفز” الملكية ضرورة
إجراء “دراسة اشمل لأثر زيادة نسبة إدمان الكحوليات وزيادة تناول
العقاقير على الصحة الجنسية”. وأضافت ” يتعين إجراء مزيد من
الابحاث على الحمل خارج الرحم في ضوء هذه الامور أيضا”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *