نجح الأطباء المصريون في تحقيق حلم الأمومة
لسيدة كانت محرومة من الحمل بسبب عقم، وضعف قدرتها علي انتظام
التبويض، الأمر الذي جعلها تفقد الأمل تماما في إمكانية الحمل
والإنجاب، وشاءت الأقدار أن تقرأ السيدة ذات مرة في إحدي الصحف عن
تكنولوجيا الإخصاب المجهري واستخدام وسائل لم تكن معروفة من قبل في
التغلب علي مشاكل العقم، مثل استخدام الخلايا الجذعية في بناء
أعضاء وأنسجة الجسم التالفة وإعادة النشاط الحيوي لها، واستخراج
الخلايا المنوية الحاملة لصفات الأب الوراثية وحقنها معمليا في
البويضة وإعادة زرعها بجدار الرحم لتبدأ عمليات الانقسام الخلوي
وتكون الجنين.
وكان الزوج قد خضع لتحاليل علي كفاءة السائل المنوي وتبين أنه
يعاني من انعدام كامل للحيوانات المنوية، الأمر الذي يجعل الانجاب
مستحيلا، كما أن الزوجة كانت تعاني من صعوبة في التبويض، فتم عمل
تنشيط للمبيض ـ كما يقول الدكتور يحيي عبدالسلام وفا أستاذ أمراض
النساء والعقم بكلية الطب جامعة الأزهر ـ في محاولة لإنتاج أكثر من
بويضة كاملة، ثم أخذت عينة من نسيج خصية الزوج، وتم فصل الخلايا
المنوية منها وحفظها لحين إعداد الزوجة للحمل، وأجريت عملية
الإخصاب المجهري للبويضات، حيث نجح إخصاب بويضات وتكوين أجنة نقلت
بعد ذلك داخل الرحم، واستمر الحمل بحالة جيدة لأربعة توائم من
الإناث، وكانت الأم قد رفضت تقليل عدد الأجنة خشية من فشل الحمل،
فقام الدكتور يحيي بإجراء عملية ربط لعنق الرحم لمنع حدوث ولادة
مبكرة، وبعد إتمام الحمل خرجت التوائم الأربعة بصحة جيدة
ويري الدكتور عطية عبدالله ـ أستاذ أمراض الذكورة بطب الأزهر
والمشارك في نجاح الحمل ـ أن عمليات الإخصاب المجهري وتكنولوجيا
انتخاب الخلايا المنوية تتطلب الدقة والحرص الشديدين والتدريب
المستمر، حيث يقوم الطبيب بحقن الخلايا المنوية داخل البويضة
باستخدام أدوات دقيقة ثم وضع البويضات المخصبة في حضانات لفترات
لحين الوصول إلي الانقسام الثماني، ثم تنقل بعد ذلك البويضات
المنقسمة عبر القسطرة إلي الرحم لإكمال الحمل، وباستخدام الموجات
فوق الصوتية يتم تحديد مكان وضع الجنين حتي يلتصق في مكان مناسب
بجدار الرحم.