ان حالات التوائم زادت في العالم بصورة
مطردة، وذلك للاستخدام الواسع لما يسمي بأدوية الخصوبة ووسائل
الاخصاب المساعدة مما يتبعه زيادة في عدد التوائم خاصة الأعداد
الكبيرة مما أدي إلي أن ولادة أربعة توائم أصبح أمرا عاديا لا يمثل
حدثا صحفيا كما كان يحدث من قبل.
ازدياد نسبة تشوهات الأجنة والعيوب الخلقية خاصة في مصر التي وصلت
فيها هذه النسبة الي 3،2% في عام 1998 مما يمثل ولادة نحو 50
ألف طفل سنويا يعانون من هذه العيوب أو التشوهات الوراثية.. وهذه
الزيادة تعود إلي زيادة نسبة التلوث في الهواء والماء والغذاء
والاستخدام الواسع للادوية بدون إشراف طبي حتي في أثناء الحمل
وتأخر سن الحمل عند الامهات، وهو نتيجة طبيعية لتأخر سن
الزواج.
يمكن تشخيص حوالي 80% من حالات تشوه الأجنة والعيوب الخلقية
أثناء الحمل حتي أن حالات التوائم المتلصقة يمكن تشخيصها عند
الأسبوع التاسع أو العاشر من الحمل (شهرين ونصف).. وهذا التشخيص
المبكر يحتاج إلي وجود أجهزة فوق صوتية حديثة، وهي بالفعل
متوافرة في كل مدينة بل وكل قرية في مصر، ولكن المشكلة أنها
تحتاج إلي أطباء مدربين في هذا المجال، وهو ما ليس متوافرا.
للمساعدة في حل هذه المشكلة بدأنا في قسم النساء والتوليد بطب قصر
العيني إنشاء وحدة طب الجنين مهمتها رعاية ومتابعة الجنين أثناء
الحمل، وهو تخصص حديث، ولكنه أصبح ركنا أساسيا في جامعات الدول
المتقدمة.
هدف هذه الوحدة تشخيص أمراض الأجنة والعيوب الخلقية ومتابعة هذه
الحالات وتقديم العلاج اللازم في كثير منها واجراء الأبحاث العلمية
الخاصة لمعرفة نوعية العيوب الخلقية في مصر، ومدي امكانية
تفاديها أو علاجها وتدريب الأطباء في مصر والدول العربية في هذا
المجال و زيادة الوعي العام بحجم وأهمية المشكلة وضرورة اجراء
موجات صوتية أثناء الحمل 3 مرات علي الأقل في الأشهر الثالث
والخامس والسابع علي يد طبيب متخصص ومدرب. وإنني علي يقين من
اهتمامكم وقدرتكم علي مساعدة وحدة طب قصر العيني.
هذه هي الرسالة التي تلقيناها من الدكتور / محمد ممتاز أستاذ أمراض
النساء والتوليد، والتي تعكس أن مسئولية الابوين عن الطفل تبدأ
وهو مازال جنينا في الشهر الثالث