نجح علماء فرنسيون في التوصل لتقنية جديدة
تساعدهم مستقبلا بإيجاد شرائح كبيرة من الجلد البشري باستخدام
عينات ضئيلة للغاية يتم التعامل معها من خلال إعادة بناء خلايا
الغدد العرقية والدهنية.
وجاء فى مجلة “ستيم سلز” العلمية المتخصصة أن فريقا من الباحثين
بمجال الصبغيات الوظيفية التابعين لمفوضية الطاقة الذرية الفرنسية
يقوده عالم الأحياء ميشيل مارتان، توصل لكشف وصفه المراقبون
بالمدهش يقوم على أساس عزل الخلايا الأصل الموجودة بجلد الإنسان.
وتعرف هذه الخلايا بالأمهات ويتم التعامل معها انطلاقا من مادة
القرتين بجلد الإنسان داخل محاضن خاصة. ومن أهم خصائص هذه الخلايا
قدرتها على التكاثر وإعطاء كل قوالب عناصر الجلد.
واستخدم الباحثون مادة ذات سمية ضعيفة لاستثارة الخلايا الأم
المستهدفة التي تبقى في مادة القرتين الليفية، وتقوم هذه الخلايا
إثر ذلك بطرد المادة السمية حيث تتمتع بقدرة أفضل على الدفاع عن
نفسها بالمقارنة مع غيرها.
ويستخدم الباحثون بهذه التقنية مادة فلور ملونة تسمح بتمييز
الخلايا الأم. وأشار ميشيل مارتان في عرض الكشف العلمي إلى أنه
يمثل قاعدة لتحول كبير بعمليات ترقيع الجلد، خاصة بعد التعرض لحروق
من النوع الخطير.
وقال إنه بمجرد النجاح بعزل هذه النوعية من الخلايا “أثبتنا أن
الخلايا الأم لديها إمكانية التكاثر بطريقة غير معتادة وهي قادرة
في حالة الزرع على التوالد والتناسل إلى حد تكوين غطاء جلدي بشري
مساحته تقارب مترين مربعين”.
وأثار الانتباه -حسب رئيس فريق البحث- إلى أن كل هذه المساحة من
الجلد الجديد المزروع، يتم إنتاجها باستخدام عينة من الجلد تعادل
مساحتها ما يوازي مساحة طابعي بريد فقط.
وتمتلك الخلايا الأم القدرة على إعادة تقويم بشرة عادية لفترة تمتد
عاما كاملا، فيما تصل القدرة ذاتها لشهر واحد فقط لدى مادة القرتين.
ويأمل فريق البحث أيضا من خلال هذا الكشف في إعادة بناء الخلايا
الشحمية وتلك الخاصة بإفراز العرق.
وتوفر هذه الاكتشافات إمكانيات ضخمة للأطباء لإتمام عملية إعادة
بناء تجميلية على أعلى مستوى لحوادث الحروق الخطيرة.
ومن المقرر أن يخضع فريق ميشيل مارتين الفئران المعروفة باسم “نود
سيد” لتجارب هذا العام لتطبيق الكشف الجديد باستخدام الجلد البشري.
وهي الفئران المعروف عنها الاستعداد الطبيعي لقبول زرع جلد الإنسان
نظرا لما تتمتع به من نظام للحصانة ضد حالات القصور والضعف.
ولا يساعد هذا الكشف فقط على التعامل الأفضل مع حالات الحروق
الخطيرة، وإنما يساهم كذلك بتحقيق فهم أفضل لحالات أورام الجلد بعد
تعرضها للإشعاع المولد للأيونات.
ومن بين أهم ما يسفر عنه الكشف فتح الطريق أمام إيجاد بديل أخلاقي
سليم، بدلا من الجلد المزروع الذي يتم الحصول عليه باستخدام تقنية
النويات الزائدة التي يسمح باستخدامها في فرنسا.
كما يُعد أيضا بديلا أخلاقيا لتقنية الاستنساخ غير المسموح بها في
فرنسا. ويمثل الحصول على جلد أو بشرة بديلة الهدف البعيد لمثل هذه
التقنيات محل الجدل بمختلف أنحاء العالم.