مرت نحو 45 عاما على نجاح شركة ‘شرينج’ في
برلين من تطوير عقار لمنع الحمل. واليوم يعمل العلماء على تطوير
عقار لمنع الحمل للرجال ويبدو أن نجاحهم بات وشيكا.
قريبا جدا لن يصبح منع الحمل مشكلة على الاطلاق لدى الرجال بعد
ظهور العقار الذي يتمثل في حقن هرموني عن طريق كبسولات وحقن
يتعاطها المريض كل عدة أشهر.
هذا المشروع الضخم تترأسه امرأة نحيلة تبلغ من العمر 53 عاما هي
الاستاذة أورسولا فريدريكا هابه. وهي تدير قسم أمراض النساء والعقم
والابحاث في شركة شرينج الطبية في برلين.
وتقول هابه التي عكفت على دراسة وسائل متعددة لمنع الحمل لدى
الرجال إن ‘هذا مجرد خطوة مبدئية.. مجرد خطوة نحو الباب’.
وتدير هابه من مكتبها الكائن في موقع متميز في برلين يطل على ساحة
‘بوتسدامر’ ومبنى البرلمان الالماني ‘الرايشستاج’ مجموعة من
العلماء يعكفون على دراسة هذه الافكار في فرق صغير منتشرة في عدد
من المعامل.
قد تبدو المعامل عادية ولكن وراء شاشات كاميرات المتابعة
والكمبيوتر والاجهزة والزجاجات تكمن تكنولوجيا دقيقة ومتقدمة جدا
لا هدف لها سوى الكشف عن الاسرار المخفية بل وسر الحياة نفسها.
وكلما سنح الوقت تتجول المديرة بنفسها لتتفقد سير العمل وتتحدث مع
زملائها. وتعتبر هابه ‘قرص علاج عقم الرجال’ هو مشروعها الشخصي.
ولكن الجو اللطيف لا يؤثر إطلاقا على تصميم الجميع على الانجاز.
وما زال أمامهم الكثير لانجازه.
والمشكلة الرئيسية التي تواجه العلماء هي أن المرأة بطبيعتها لا
تنتج سوى بويضة واحدة شهريا يمكن تخصيبها بينما ينتج الرجل ما بين
70 إلى 100 مليون حيوان منوي يوميا.
وتقول هابه إن ‘المزج بين زراعة جين الجستا وحقن هرمون
‘التستوستيرون’ يؤدي بالمخ إلى التوقف عن إنتاج السائل المنوي في
الخصية’.
وذلك لان ارتفاع مستوى الهرمون غير الطبيعي يدفع المخ إلى الاعتقاد
بأنه يجري إنتاج كمية كافية من السائل المنوي. ولذلك يتوقف عن
إعطاء إشارات للجسم لانتاج المزيد. ولان دورة إنتاج السائل المنوي
تتطلب نحو 70 يوما لذلك يستغرق الامر بعض الوقت قبل اختفاءه تماما.
وبعد فترة بين ثلاثة وستة أشهر ينخفض معدل إنتاج السائل المنوي في
القذف إلى صفر. وتوضح هابه إن هذه المرحلة لا يمكن الوصول إليها
طبيعيا.
