المبيضان هما مصدر الحياة إذ ينتجان
البويضات التي تتيح للمرأة إنجاب الأطفال، لكن بعض النساء يشكل
المبيضان تهديداً لحياتهن ففي المبيض قد ينشأ السرطان وينمو بهدوء
ويبقى غير ملحوظ طوال سنوات.
وسرطان المبيض ليس السرطان الأكثر شيوعاً الذي يصيب النساء ولكن ما
يجعل هذا السرطان مخيفاً جداً هو سجله المرعب فهو يسبب وفيات أكثر
من أي سرطان نسائي آخر، وذلك لسببين رئيسيين ففي مراحله الأولى
يولد سرطان المبيض عدداً قليلاً من العلامات والأعراض أو لا شيء
على الإطلاق.
وحين تحدث هذه العلامات والأعراض يمكن الخلط بسهولة بينها وبين
علامات وأعراض مشاكل أخرى بالإضافة إلى ذلك لا يتوافر أي اختبار
فعال لتقصي سرطان المبيض وفحوصات التقصي هو نوع من الاختبارات
المستخدمة لالتقاط الأمراض في مراحلها الأولى.
عند أكثر من 70% من النساء المصابات بسرطان المبيض يكون السرطان
انتشر أبعد من المبيضين حين يجري تشخيصه. ويكون قد تقدم لدرجة يصبح
فيها العلاج غير قابل لشفاء السرطان بالمقارنة عند كشف سرطان
المبيض في مراحله الأولى، حيث يكون معدل النجاة طوال 5 سنوات أكبر
من 75%. لكن هناك اخبارا جيدة يجدر ذكرها فمعدلات حدوث سرطان
المبيض تتضاءل ببطء منذ عام 1991م وتشير معدلات الحدوث إلى عدد
الحالات الجديدة التي يجري تشخيصها سنوياً. وحسب الجمعية الأمريكية
للسرطان تضاءلت معدلات حدوث سرطان المبيض من العام 1989م وحتى عام
1999م بمعدل 0,7% سنوياً. بالإضافة إلى ذلك تملك الآن النساء
المصابات بسرطان المبيض المزيد من خيارات المعالجة وفترات أطول من
البقاء على قيد الحياة بإذن الله تعالى أفضل من السابق.
فقبل عشر سنوات كانت الناجيات من سرطان المبيض في المدى الطويل
نادرات أما اليوم وحتى في حالة عودة المرض يعيش المزيد من النساء
لفترة أطول. وبين النساء المصابات بكل مراحل سرطان المبيض اللواتي
جرى تشخيصهن بين 1992م و1997م عاش أكثر من نصفهن خمس سنوات على
الأقل وهذا تحسن مهم منذ بداية السبعينيات في القرن الماضي حين كان
معدل النجاة لمدة خمس سنوات 36% فقط.
صحيح ان سرطان المبيض هو مرض خطير لكن يمكن معالجته ورغم ان العديد
من النساء يعانين من استمرار المرض أو عودته يستطعن غالباً العيش
مع السرطان لسنوات وتعتبر بعض الناجيات في المدى الطويل ان سرطان
المبيض هو أشبه بمرض مزمن فهن يستطعن العيش بطريقة مقبولة نسبياً
على رغم سرطانهن.
ينجم سرطان المبيض عن فقدان السيطرة على النمو والتنظيم الطبيعي
للخلايا ومع الوقت تتراكم الخلايا الشاذة في المبيض لتتحول إلى
كتلة نسيج وقد يكون الورم المبيضي غير سرطاني «حميداً» أو سرطانياً
«خبيثاً» ورغم ان الأورام الحميدة تتألف من خلايا تنمو بأعداد
مفرطة فانها لا تنتشر إلى أنسجة أخرى في الجسم لكن الخلايا الخبيثة
قد تنتشر مباشرة إلى أنسجة مجاورة في تجويف البطن أو قد تنفصل عن
موقع الورم الأساسي وتنتشر في الجسم عن طريق الأوعية الدموية أو
الجهاز اللمفاوي.
يمكن لأي نوع من الخلايا في المبيض أن يصبح سرطانيا إلا انه جرى
تصنيف الفئات الثلاث الرئيسية لسرطان المبيض وفقاً لمصدرها في
المبيض فمعظم الأورام المبيضية تنشأ من خلايا في طبقة النسيج التي
تغطي سطح المبيضين المعروفة بالنسيج الظهاري ويطلق على هذه الأورام
اسم الأورام الظهارية وعند استعمال عبارة سرطان مبيضي يشير ذلك
عموماً إلى النوع الظهاري، أما الأنواع الأخرى من الأورام المبيضية
فهي أورام الخلية التناسلية التي تنشأ في الخلايا المنتجة للبويضات
والأورام السدوية التي تنشأ في النسيج الضام السدي.