التشدد ضد إجهاض الأجنة المشوهة

أجمعت آراء طبية وشرعية على التحذير من
إجهاض الأجنة التي يثبت إصابتها بتشوهات خلقية باستثناء التي يتأكد
حتمية وفاتها أثناء الحمل أو بعيد الولادة. كما أجمع علماء شريعة
وأطباء متخصصون على جواز إجهاض الجنين إذا كان يشكل خطرا على حياة
الأم حتى لو كان سليما.

عميد كلية الشريعة السابق في الجامعة الأردنية الدكتور محمود
السرطاوي أكد للجزيرة نت حرمة إجهاض الأجنة بصفة عامة بعد علوقها
في الرحم، لكنه اعتبر أن ‘الحرمة ليست على درجة واحدة’، مشيرا إلى
أن إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه ‘من الكبائر لأنه قتل لنفس
بشرية’.

السرطاوي فرق في حكم إجهاض الأجنة المشوهة، مشيرا إلى أن إجهاضها
حرام ومن الكبائر إلا في حالات محددة وهي وفاة الجنين في بطن أمه،
أو التأكد من خطر يتهدد حياة الأم الحامل، أو وجود الجنين في حالة
لا يمكن أن يعيش فيها بعد ولادته بناء على رأي طبي قطعي.

حالات محددة
من جهته قال الدكتور مازن الزبدة رئيس قسم النسائية والتوليد
السابق في المستشفى الإسلامي وعضو لجنة الفتوى في المستشفى،
للجزيرة نت إن الحالات التي اتفق العلماء والأطباء على جواز إجهاض
الأجنة المشوهة فيها محدودة.

وأوضح للجزيرة نت أن ‘هناك اتفاقا بين علماء الشريعة والأطباء على
جواز الإجهاض للأجنة التي يثبت استحالة حياتها أثناء الحمل أو حال
ولادتها، ومنها حالات وجود تجمع دم مائي في الدماغ مما يؤدي لتوقف
القلب خلال الحمل أو حال الولادة، أو وجود ضمور في الكلى والرئتين
في أغلب الحالات يموت الجنين نتيجة لها في ولادة مبكرة أو اكتشاف
وجود فتحة في جدار البطن يؤدي لاختلاط الأمعاء بالسائل الأمينوسي’،
وغيرها من الحالات المستعصية.

الزبدة قال إن من يقرر الإجهاض في هذه الحالات لجنة طبية مكونة من
طبيبين يشرحان بالصور والتحاليل لأحد علماء الشريعة ليتفقوا جميعا
على جواز الإجهاض كون بقاء الحمل يشكل ثقلا نفسيا وصحيا لا داعي له
على الأم الحامل.

لكن السرطاوي شدد على أنه لا يجوز اتخاذ قرار الإجهاض من قبل
الطبيب أو العالم الشرعي أو هما معا، وإنما ضرورة وجود لجنة من
العلماء تبحث في تقارير الأطباء، لافتا إلى وجود سابقة أفتى خلالها
مجلس الإفتاء في الأردن بإجهاض جنين ثبت أن حالته مستعصية.

أجهزة متطورة
الطبيب الذي يشرف على برامج تدريب متقدمة لفت إلى وجود إمكانية
عالية لاكتشاف مختلف أنواع التشوهات من خلال أجهزة اللأترا ساوند
والتحاليل المتقدمة التي تعطي وضعا مفصلا للجنين في مختلف مراحل
نموه.

السرطاوي والزبدة اتفقا كذلك على حرمة وعدم جواز الإجهاض في حالات
التشوهات التي يتأكد فيها حياة الجنين، مثل اكتشاف أن الجنين ‘منغولي’
أو إصابته باللوكيمياء أو أي تشوه يمكن أن يعيش الطفل فيها بمساعدة
الغير، وحرمة أي عملية إجهاض لأي جنين تتوفر فيه شروط الحياة وإن
كان مشوها.

وكان قد ثار جدل في الأردن بعد أن نقلت صحيفة محلية وقناة فضائية
عن مفتي المملكة الشيخ سعيد الحجاوي إجازته لإجهاض الأجنة المشوهة
في الأشهر الأخيرة من الحمل إذا أجمع ثلاثة أطباء مختصين على
استحالة زوال التشوه.

لكن الحجاوي نفى للجزيرة نت ما نقل عنه لافتا إلى وجود ضوابط عديدة
تحدد إمكانية إجهاض الأجنة المشوهة وعد بتبيانها خلال الأيام
القادمة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on reddit
Share on vk
Share on tumblr
Share on mix
Share on pocket
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email

More Interesting Posts

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *